تقرير ديلي تيليجراف يكشف التلاعب بخطاب ترامب.. BBC في قفص الاتهام
كشفت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه تهديداً قانونياً إلى هيئة الإذاعة البريطانية BBC، مطالباً إياها بدفع تعويض قدره مليار دولار أي نحو 760 مليون جنيه إسترليني، بعد تحريف متعمد لأحد خطاباته في فيلم وثائقي بثته قناة بانوراما قبل انتخابات عام 2024.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن ترامب بعث برسالة رسمية إلى إدارة “BBC” أمس الأحد، بعد أسبوع من كشف التلجراف لأول مرة عن "التحرير الانتقائي" الذي جرى على خطابه، في ما وصفه فريقه القانوني بأنه تشويه صريح ومضلل للرأي العام.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها تلقت الرسالة بالفعل، مؤكدة أنها "سترد في الوقت المناسب"، من دون تقديم أي تعليق إضافي حول الاتهامات.
فريق ترامب يطالب بالتراجع والاعتذار
وبحسب الوثائق القانونية التي اطلعت عليها ديلي تلجراف، فإن الفريق القانوني للرئيس الأمريكي طالب "بي بي سي" بـ "التراجع الكامل والعادل" عن الفيلم الوثائقي وجميع التصريحات التي وردت فيه، والاعتذار العلني، ودفع تعويض مالي قبل يوم الجمعة المقبل، وإلا فسيتم اتخاذ إجراءات قضائية فورية.
وجاء في الرسالة القانونية التي أرسلها المحامي الأمريكي أليخاندرو بريتو:"إذا لم تمتثل هيئة الإذاعة البريطانية لما ورد في هذه الرسالة بحلول 14 نوفمبر الجاري، الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، فلن يكون أمام الرئيس ترامب أي خيار سوى مقاضاتها والمطالبة بتعويض لا يقل عن مليار دولار".
وأضاف بريتو أن ما ورد في الفيلم ألحق ضرراً مالياً وسمعياً بالغاً بالرئيس ترامب، بعد أن انتشرت اللقطات المعدلة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية ووصلت إلى عشرات الملايين حول العالم.
الخطأ المثير للجدل في فيلم بانوراما
وأوضحت الصحيفة أن الحلقة المعنية من برنامج بانوراما أظهرت ترامب وهو يقول لأنصاره إنه سيذهب معهم إلى مبنى الكابيتول للقتال بكل شراسة، بينما كان تصريحه الأصلي هو أنه سيسير معهم ليجعل أصواتهم مسموعة سلمياً ووطنياً، في إشارة إلى دعوته للتظاهر عقب الانتخابات.
وأكد مايكل بريسكوت، المستشار السابق لمعايير البث في "بي بي سي"، في مذكرة داخلية أن التحرير الانتقائي للخطاب ضلل المشاهدين بالكامل، مضيفاً أن ما حدث يمثل إخفاقاً مهنياً في الالتزام بمعايير الدقة والنزاهة التحريرية.
وفي المقابل، أقر سمير شاه، رئيس هيئة الإذاعة البريطانية، بوقوع خطأ في التقدير خلال عملية المونتاج، واصفاً ترامب بأنه شخصية مثيرة للجدل، مشيرًا إلى أنه يفكر في تقديم اعتذار شخصي، مع تأكيده أن الحياد جزء لا يتجزأ من هوية المؤسسة.
ردود سياسية وإعلامية في لندن
وأثار تهديد ترامب موجة من ردود الفعل في الأوساط البريطانية، حيث وصف إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين، تصرف الرئيس الأمريكي بأنه محاولة لتدمير هيئة الإذاعة البريطانية والاستيلاء على أموال دافعي الضرائب، مضيفاً أن جميع الوطنيين الحقيقيين يجب أن يقفوا ضد هذا الابتزاز.
أما النائبة العمالية إميلي ثورنبيري، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية، فقد دافعت عن المؤسسة البريطانية ووصفتها بأنها منارة للحقيقة وسط تصاعد المعلومات المضللة، مشيرة إلى أن BBC تظل من أفضل المؤسسات الإخبارية المحايدة في العالم، رغم أخطائها".
تحركات داخل BBC
وقالت ديلي تلغراف إن جوناثان مونرو، نائب رئيس الأخبار في الهيئة، دعا جميع العاملين إلى اجتماع طارئ غدًا الثلاثاء لمناقشة الأزمة، مؤكدًا في رسالة داخلية أن "الأيام المقبلة ستكون صعبة، لكن التزامنا بالصحافة الموثوقة والمحايدة لن يتغير.
كما أرسل رئيس المحتوى في الهيئة تذكيراً للموظفين بضرورة الالتزام بإرشادات وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الانخراط في أي حوار عام حول القضية، إلى حين صدور موقف رسمي موحد.
ورجحت ديلي تليجراف البريطانية أن يكون هدف ترامب من التصعيد هو الحصول على تسوية مالية أو اعتذار رسمي، مشيرة إلى أن قضايا التشهير في الولايات المتحدة يصعب كسبها بسبب أولوية حرية التعبير، لكن مهلة التقاضي في ولاية فلوريدا، حيث يخطط ترامب لرفع الدعوى، تمتد إلى عامين، ما يمنحه مجالاً للمناورة القانونية.
