00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

محمد فايز فرحات: الرئيس السيسى امتلك مقومات تحوله إلى كاريزما سياسية

الرئيس السيسى
الرئيس السيسى

قال الكاتب الصحفي محمد فايز فرحات رئيس مجلس إدارة الأهرام، إن عدد قليل من القيادات السياسية فى العالم هى التى انتقلت من مرحلة القيادة إلى نمط القيادات الكاريزمية، ذلك لأن الكاريزما تتطلب شروطا إضافية تتجاوز تحقق الشروط الدستورية والقانونية والتى تعد شروطًا رئيسية للبقاء فى المنصب السياسى والتمتع بالمشروعية الدستورية. 

صباح الثقة في الله وفي بلدنا وجيشنا وقيادتنا

وتابع في مقالة له اليوم بجريدة الأهرام والتي حرص على التفاعل معها من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قائلًا«صباح الثقة في الله وفي بلدنا وجيشنا وقيادتنا»: «الكاريزما تحكمها اعتبارات إضافية ومختلفة، لتؤسس لعلاقة إنسانية ونفسية بين القيادة السياسية والشعب. على العكس من حالة القيادة السياسية التى يُعد الوصول إليها واستقرارها رهنا بتوافر الشروط الدستورية، فإن حالة الكاريزما تجعل الشعب مستعدا للتغاضى عن بعض تلك الشروط، وتجعل رغبة وإرادة الشعب هى الأساس الحاكم فى العلاقة بينه وبين القائد السياسى، الأمر الذى قد يؤسس لبناء دستورى جديد. بهذا المعنى، فإن انتقال قيادة سياسية ما من حالة القيادة إلى حالة الكاريزما هى عملية معقدة، وتمر بمراحل مختلفة يختبر فيها الشعب قيادته السياسية».

الرئيس السيسى.. من القيادة إلى الكاريزما

وأضاف في مقالته التي حملت عنوان: «الرئيس السيسى.. من القيادة إلى الكاريزما»: الرئيس السيسى تمتع بخصوصية مهمة فى هذا السياق؛ إذ بدأت مقومات تحوله إلى كاريزما سياسية قبل توليه رسميًا القيادة السياسية للبلاد، من خلال دعمه لطموح الشعب المصرى فى إزاحة حكم تنظيم الإخوان الإرهابى. قرار الجيش المصرى والسيسى، كوزير للدفاع آنذاك، الانحياز لقرار الشعب المصرى وثورته لم يكن قرارا سهلا؛ إذ انطوى على مخاطر كبيرة بالنظر إلى الواقع الدولى المعقد آنذاك ومراهنات قوى دولية وإقليمية على تنظيم الإخوان، وهو ما أسس لاحقا لموجة من إرهاب الإخوان على المستوى الداخلى، ومرحلة إدارة أزمة على المستويين الدولى والإقليمى. نجاح السيسى فى إدارة هذين التحديين كان أولى مؤشرات نجاحه كرئيس وكقائد سياسى تعامل بجدية مع أحد أهم تطلعات الشعب المصرى واستعداده لتحمل تكاليف الوفاء بهذا الطموح.

وأكمل: لقد استلم الرئيس السيسى البلاد فى حالة من الهشاشة السياسية والأمنية والاقتصادية. هذه الهشاشة لم تقتصر على الوضع الداخلى، لكنها طالت الوضع الإقليمى أيضا لجهة انهيار دول عدة ومهمة فى الإقليم، فضلا عن وجود مشروعات إقليمية مناوئة لمصر، أو على الأقل ليست على وفاق مع مصر ما بعد الإخوان. هذا الوضع فرض على السيسى العمل على مسارات عدة ومعقدة، كلفته الكثير من الحالة التى بدأ عليها فى عام 2013/2014، كان من الممكن أن يتجنب هذه التكاليف ويحافظ على هذه الحالة، من خلال الاستناد إلى دعمه، ودعم الجيش المصرى، لثورة يونيو كمصدر رئيسى لشرعيته السياسية. لكن هذا لم يكن المنهج الذى اعتمده، إذ اعتمد فى المقابل على إعادة بناء الدولة المصرية، بكل ما تضمنه هذا المسار من تعقيدات.

التوسع العمرانى بفلسفة تنموية واضحة

ولفت إلى أنه على المستوى الاقتصادى، بدأ الرئيس السيسى مشروعا تنمويا شاملا، شمل التوسع العمرانى بفلسفة تنموية واضحة، وتحديث البنية التحتية، وإعادة الاعتبار لقطاعات اقتصادية تقليدية مثل الزراعة والصناعة، وتعزيز وضع قطاعات اقتصادية مهمة مثل الموانئ البحرية واللوجستيات، والطاقة والمعادن. كما شمل المحور الاقتصادى أيضا تعزيز التنمية المتوازنة وتخفيض الفجوات بين الريف والحضر من خلال مشروع حياة كريمة وغيرها. أضف إلى ذلك ما تم على مستوى الإصلاح الاقتصادى والمالى ومراجعة العديد من السياسات الاقتصادية والمالية. على المستوى الاجتماعى، شمل المشروع التنموى تطوير قطاعى التعليم والصحة، والقضاء على العشوائيات، والتمكين السياسى والاقتصادى للمرأة، وتقليل الفجوة بين الذكور والإناث، والقضاء على معوقات نفاذ الفتيات والمرأة إلى التعليم والتمويل، ومعالجة الآثار الاجتماعية للإصلاح الاقتصادى والمالى والأزمات الاقتصادية والمالية الدولية... إلخ. 

وكان التحدى الأكبر على المستوى الأمنى، الذى بدأ بتفكيك الأبنية التنظيمية والمالية والفكرية للإرهاب، ثم تحديث القدرات العسكرية المصرية، تلت ذلك مواجهة البيئة الأمنية / العسكرية الإقليمية التى انتقلت من مرحلة الهشاشة الأمنية إلى ظهور تهديدات أمنية مباشرة. وأخيرا، وليس آخرا، تضمن هذا المشروع النهضوى إعادة الاعتبار للقوة الناعمة المصرية ودورها المؤثر داخل المجتمع الدولى، وهو ما عكسه الحضور الدولى لمصر داخل الأبنية الدولية، الاقتصادية والمالية والثقافية، وغيرها من المؤشرات.

شعبية الرئيس السيسى

وقال: النجاحات التى حققها الرئيس السيسى على كل هذه المستويات لم يكن من المتوقع أن تكون بدون تكاليف اقتصادية واجتماعية والأهم من ذلك هو التكاليف السياسية المتمثلة فى تأثير هذه الإصلاحات على مستوى شعبية الرئيس السيسى نفسه والحالة التى بدأ عليها فى عامى 2013/2014. الاستعداد لتحمل هذه التكاليف لا يتوفر لأى قيادة سياسية ما لم يكن لديها قناعة وإيمان ــ أولا ــ بأهمية وحتمية المشروع الوطني؛ لاعتبارات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية، ولإيمانها -ثانيا- بحق الأجيال القادمة أن تعيش فى دولة حديثة متقدمة، وإيمانها -ثالثا- بضرورة التمييز بين تكاليف المشروع الوطنى على المديين القصير والمتوسط، والمكاسب المتحققة على المدى البعيد.

كما سبق القول، الانتقال من القيادة السياسية إلى حالة الكاريزما هى عملية صعبة قد تدفع خلالها القيادة السياسية أثمانا على المديين القصير والمتوسط، وتتطلب صبرا على هذه التكاليف، لكنها عندما تصل إلى هذه الحالة تكون أكثر صلابة وأكثر استقرارا واستدامة عندما يتأكد الشعب أنه إزاء قيادة خاصة لديها مشروع وطنى حقيقى، ويكون الشعب قد اختبر صدق هذه القيادة وصدق مشروعها الوطنى. إحدى المشكلات التى تواجه الانتقال إلى حالة الكاريزما هو عدم إدراك شرائح اجتماعية عدة، خاصة تلك التى يقع عليها جزء من تكاليف هذا المشروع، أنها لا تضع هذه التكاليف فى سياقها العام. لكن حتى هذه التكاليف تكون جزءا من بناء حالة الكاريزما؛ ذلك أن المشاركة فى تحمل الآلام هى جزء من بناء القناعة بالقيادة السياسية. الأمثلة على ذلك عديدة فى مصر والعالم.

مشروع وطنى حقيقى

واختتم الدكتور محمد فايز فرحات بالقول: خلاصة القول، إننا إزاء تجربة واقعية لتحول الرئيس السيسى من قيادة سياسية إلى كاريزما. هذا التحول يستند إلى مشروع وطنى حقيقى، على المستويين الداخلى والخارجى، دفع السيسى خلاله ثمنا كبيرا من رصيده الشعبى على المديين القصير والمتوسط، لكن مع بدء موجة معاكسة من تحقيق هذا المشروع عائداته؛ الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، على الأرض بدأ تفاعل الشعب بشكل مختلف. تفاعل المصريين مع مشروع المتحف الكبير، وانتصارهم للهوية الوطنية المصرية، هو أحد المؤشرات المهمة ــ حتى وإن كان مؤشرا غير مباشر ــ على إيمان المصريين بمشروعهم الوطنى، وتحولهم من مراقب للمشروع إلى مكون وشريك رئيسى به. هذا التفاعل يؤشر فى تقديرى لخطوة أخرى من جانب المصريين لإسباغ كاريزما السيسى.الانتقال من القيادة السياسية إلى حالة الكاريزما هى عملية صعبة قد تدفع خلالها القيادة السياسية أثمانا على المديين القصير والمتوسط، وتتطلب صبرا على هذه التكاليف، لكنها عندما تصل إلى هذه الحالة تكون أكثر صلابة وأكثر استقرارا واستدامة عندما يتأكد الشعب أنه إزاء قيادة خاصة لديها مشروع وطنى حقيقى، ويكون الشعب قد اختبر صدق هذه القيادة وصدق مشروعها الوطنى

تم نسخ الرابط