تحالف الأقوياء.. مصر وروسيا ترسمان خريطة جديدة للتعاون العسكري
وصل سكرتير مجلس الأمن الروسى سيرجي شويجو ، أمس الأحد، إلى القاهرة فى زيارة العمل على رأس وفد المؤسسات الحكومية الروسية، واستقبلته بمطار القاهرة مستشارة الرئيس لشئون الأمن القومي فايزة ابو النجا وسفير روسيا في مصر جيورجي بوريسينكو.
تفاصيل زيارة الوفد الروسي لمصر
ووفقاً لبيان من السفارة الروسية بالقاهرة، فمن المقرر أن يلتقى شويجو يلتقي خلال زيارته للقاهرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومستشارة الرئيس لشئون الأمن القومي فايزة ابو النجا.

جدول أعمال الزيارة
يشمل جدول الأعمال مناقشة آفاق تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها على أعلى مستوى، بما في ذلك في مجالات التعاون العسكري والعسكري التقني. كما سيناقش الطرفان سبل تكثيف الحوار بين أجهزة إنفاذ القانون والأجهزة الخاصة مع التركيز على ضمان أمن المعلومات ومكافحة الإرهاب والتطرف.
التعاون العسكري بين مصر وروسيا
ويشهد التعاون العسكري بين مصر وروسيا تطوراً مستمراً، حيث يتميز بتبادل الزيارات رفيعة المستوى، وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة، ومناقشة صفقات تسليح محتملة، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

أبرز مستجدات التعاون العسكري (خاصة في عامي 2024 و 2025):
تدريبات عسكرية مشتركة: تُجرى تدريبات عسكرية مشتركة بشكل دوري لتعزيز التعاون الدفاعي وتبادل الخبرات.
مناورات بحرية جسر الصداقة - 2025
ومن الأمثلة الحديثة: مناورات بحرية (جسر الصداقة - 2025): اختتمت مناورات بحرية مشتركة في أبريل 2025 في البحر الأبيض المتوسط، تضمنت تدريبات على الدفاع عن السفن والدفاع الجوي.
تدريبات حماة الصداقة
تدريبات "حماة الصداقة": انطلقت فعاليات النسخة الخامسة من هذا التدريب المشترك بمشاركة قوات المظلات المصرية وعناصر من قوات الإنزال الجوي الروسية في السنوات الأخيرة.

العلاقات العسكرية بين البلدين
تربط القاهرة وموسكو علاقات عسكرية تاريخية منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فقد كان للاتحاد السوفييتي دور في إعادة بناء وتسليح القوات المسلحة المصرية بعد نكسة 1967، وما حصلت عليه مصر من عتاد عسكري مكّنها من خوض حرب الاستنزاف وحرب 1973 تحريرًا للتراب الوطني.
ولم يتوقف التعاون العسكري بين البلدين منذ ثلاثين سنة، خاصة مع استمرار وجود 30% من الأسلحة الروسية لا تزال في الخدمة في القوات المسلحة المصرية وتجددت قوة العلاقات في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو حيث بدأت زيارات الرئيس السيسي لموسكو منذ أن كان وزيرا للدفاع في أغسطس العام 2013 والتي بدأت معها اتفاقات لتحديث الترسانة العسكرية المصرية وتزويدها بالسلاح الروسي في إطار خطة تنويع مصادر التسليح التي أعلنتها القيادة السياسية، وتعمل عليها الأمانة العامة للقوات المسلحة وفقا لاحتياجاتها في منطقة تموج بالتحديات وتتزايد فيها التهديدات علي كافة المحاور الاستراتيجية.
الصفقات العسكرية المصرية الروسية
تعددت الصفقات العسكرية المصرية الروسية، وفي القلب منها دعم قدرات الدفاع الجوي المصري من خلال ثلاثة محاور أساسية، بحسب هيئة الاستعلامات في مصر:
-المحور الأول: تحديث منظومة الدفاع الجوي قصيرة المدى إلى منظومة "تور ام 2"، وهذه الصفقة معلن عنها منذ 2012.

- المحور الثاني: يتمثل في تحديث منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى إلى منظومة "بوك إم 2".
- المحور الثالث: وهو الأهم إدخال منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى ولأول مرة ضمن قوات الدفاع الجوي المصري، حيث أعلن في 26 من أغسطس 2015 عن استلام مصر لمنظومة "300-S" الروسية والمعروفة أيضًا باسم "أنتاي 2500"، وهذه المنظومة تعد الأقوى على الإطلاق في التصدي للطائرات بجميع أنواعها والصواريخ الباليستية والجوّالة، مما شكل إضافة نوعية قوية لقوات الدفاع الجوي بشكل غير مسبوق.
التعاون الشامل بين البلدين
لا يقتصر التعاون على الجانب العسكري فقط، بل يمتد ليشمل مجالات الطاقة (مثل مشروع محطة الضبعة النووية)، والتجارة، والأمن الغذائي، مما يعكس علاقات استراتيجية متعددة الأوجه.
يُظهر هذا التعاون رغبة البلدين في تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.