القصة الكاملة لقضية الدارك ويب بشبرا الخيمة جريمة هزت القلوب وكشفت عالما مظلما
تنظر اليوم محكمة جنايات "شبرا الخيمة– الدائرة الأولى مستأنف"، برئاسة المستشار فوزي يحيى أبو زيد، وعضوية المستشارين ضياء الدين عبد المنعم شوقي، حسين رشدي حسين، أحمد شوقي عبد اللطيف، وإسلام محمد أبو النصر، وأمانة سر حلمي محمود، جلسة استكمال محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"قضية الدارك ويب"، المتهم فيها شخصان بقتل طفل في دائرة قسم أول شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، بحضور المتهم الأول من محبسه.
ويستعرض “نيوز روم” خلال السطور التالية القصة الكاملة والتسلسل الزمني للقضية المعروفة إعلاميًا بـ«الدارك ويب» والتي دارت أحداثها في منطقة شبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية تلك الجريمة التي هزت الرأي العام وتحركت لها القلوب وكشفت عن عالما مظلما خلف شاشات المحمول، فما القصة؟.
شهدت مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية التي عرفتها المحافظة، وتمثلت في مقتل طفل على يد شخصين، القضية المعروفة إعلاميًا بـ«قضية الدارك ويب»، بعدما أصبح الطفل الضحية صيد ثمين لمخطط إجرامي تجاوز حدود العقل والإنسانية.
بدأت القصة حينما تغيّب الطفل أحمد محمد سعد الباغ من العمر ١٥ عاما عن منزله في شبرا الخيمة لمدة 4 أيام متتالية مما أثار قلق أسرته التي أطلقت نداءات استغاثة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن ابنهم، لكن الأمل في العثور على الطفل المفقود انقلب إلى مأساة حينما عثرت أجهزة الأمن بالقليوبية على جثمان الطفل داخل شقة مستأجرة بنطاق دائرة قسم أول شبرا الخيمة في مشهد مرعب وصادم لم تستطع أعين المحققين نسيانه
وكشفت المعاينة أن جسد الطفل يحمل شقا طوليا من أسفل البطن حتى العنق مع انتزاع بعض الأعضاء من جسده ووضعها في كيس بجواره.
واعتبر البعض أن تلك الجريمة لم تكن مجرد جريمة قتل بل كانت محاولة منظمة لسرقة الأعضاء البشرية تمهيدا لبيعها عبر شبكة الدارك ويب ذلك العالم المظلم الذي يستخدم لتبادل صفقات غير مشروعة تشمل تجارة الأعضاء والبشر والمخدرات.
بينما توصلت تحريات المباحث بمديرية أمن القليوبية وقسم شبرا الخيمة، إلى تحديد مرتكب الجريمة وتبين أنه عامل مقهى يدعى طارق أنور عبد المتجلي يبلغ من العمر ٢٩ عاما ومعه شاب آخر يدعى علي الدين محمد علي يبلغ طالب مقيم بدولة الكويت.
وكشفت التحريات عن أن المتهمين اتفقا على استدراج الطفل أحمد إلى شقة الأول بحجة تقديم هدية له ثم قاما بتخديره باستخدام عقاقير طبية وخنقه بحزام جلدي حتى فارق الحياة، وبعدها شرعا في استخراج أعضائه الداخلية لبيعها عبر شبكة الإنترنت المظلم مقابل خمسة ملايين جنيه وفق ما توصلت إليه التحريات وأمر الإحالة
عقب ذلك أحال النائب العام المتهمين في القضية إلى محكمة جنايات شبرا الخيمة في القضية رقم ٩٨٠٠ لسنة ٢٠٢٤م جنايات قسم أول شبرا الخيمة والمقيدة برقم ١٢٨٧لسنة ٢٠٢٤م كلي جنوب بنها.
وجاء في قرار الإحالة أن الجريمة تمت مع سبق الإصرار والترصد وأن المتهم الثاني حرض وساعد المتهم الأول من خارج البلاد عبر تزويده ببيانات الأدوية المستخدمة في التخدير وتفاصيل تنفيذ الجريمة.
وعقب جلسات مطولة قضت المحكمة في حكمها الأول بـإعدام المتهم الأول شنقًا، والسجن المشدد ١٥ عاما للمتهم الثاني، وسط حالة من الذهول لدى الرأي العام الذي تابع تفاصيل القضية لحظة بلحظة.
واليوم تستكمل المحكمة نظر الاستئناف المقدم من المتهمين بعد أن قررت في الجلسة الماضية تأجيل القضية استجابة لطلبات الدفاع الذي طالب بانتداب لجنة خماسية لفحص المستندات الفنية واستخراج وثائق من قضايا أخرى ذات صلة، واستدعاء الطبيب الشرعي لمناقشته في تفاصيل تقرير الصفة التشريحية.
هذه القضية أثارت حالة من الغضب والحزن بين المواطنين على مستوى مصر بأكملها وليست محافظة القليوبية فقط خاصة وأنها كشفت عن استغلال بعض الشباب لمنصات الإنترنت المظلم في أعمال إجرامية تتجاوز الحدود
وطالب خبراء أمنيين وتشريعيين وأساتذة في علم النفس والاجتماع بتشديد الرقابة على الفضاء الإلكتروني وسن تشريعات جديدة تجرم الدخول إلى مواقع الدارك ويب أو التعامل معها بأي شكل.
ببساطة لم تكن الجريمة مجرد حادث قتل بل صدمة مجتمعية وإنسانية تركت جرحا عميقا في نفوس الأهالي وأعادت إلى الواجهة الحديث عن المخاطر الخفية لعالم الإنترنت المجهول.
وفي انتظار الحكم النهائي تبقى قضية الدارك ويب بشبرا الخيمة مثالًا صارخا على كيف يمكن أن يتحوّل الفضول الإجرامي إلى مأساة إنسانية تتجاوز حدود المنطق والرحمة وارتكاب جريمة مروعة بهذا الشكل.



