علماء بني سويف|بكري: خرجت الإمام البوصيري صاحب البردة وأحمد الصايم شيخ الأزهر
أكد الدكتور سيد بكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، أن عطاء علماء وأبناء محافظة بني سويف في جميع المجالات العلمية حاضر في كل الميادين والمحافل محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
علماء من بني سويف
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لكلية الدراسىات الإسلامية والعربية للبنات ببني سويف الذي يقام برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحت عنوان: "الدراسات البينية بين العلوم الشرعية واللغوية والإنسانية وأثرها على تطور البحث العلمي".
ورحب نائب رئيس جامعة الأزهر بالحضور في رحاب جامعة الأزهر أقدم جامعة إسلامية في العالم، حملت مشعل العلم لأكثر من ألف عام، وظلت ولا تزال منارة للهداية، وحصنًا للفكر الوسطي، وحارسةً لتراث هذه الأمة في أصفى صوره.
وطوف نائب رئيس جامعة الأزهر بالحضور حول تاريخ محافظة بني سويف العريق وإسهامات أبنائها على مر التاريخ، قائلًا: يزداد ترحيبي بحضراتكم إذ نجتمع في محافظة بني سويف، وادي المرمر، وصاحبة التاريخ العريق الذي يمتد من أعماق الحضارة الفرعونية إلى رحاب الأزهر الشريف، مرورًا بعصور صنعت فيها هذه الأرض رجالًا قادوا الفكر، وحملوا رسالة العلم، ووقفوا في صف الوطن عبر الزمن،موضحًا وقوف التاريخ شاهدًا على جهود الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، وبنائه هرم سنفرو المعروف في ميدوم، وضعًا الأساس للعصر الذهبي للأهرامات الذي اكتمل في عهد ابنه الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر أحد معجزات الدنيا السبع، مشيرا إلى أنه في أهناسيا، قامت هيراكليوبوليس، عاصمة الفكر والإدارة في عصور متعددة، شاهدة على عمق الدور الحضاري لهذه المنطقة.
وبين نائب رئيس جامعة الأزهر أنه من أرض بني سويف خرج الإمام البوصيري، صاحب البردة، التي أصبحت نشيدًا للروح، وتراثًا يتردد في بقاع العالم الإسلامي، ودليلًا على مكانة هذه المحافظة في رفد الأمة بالشعر والعلم والروحانية، ومنها خرج الشيخ أحمد الصفتي الصائم، ابن صفط العرفا بالفشن، وشيخ الجامع الأزهر، العالم الراسخ، والمصلح الذي جدد التعليم الأزهري في لحظات مهمة من تاريخ مصر، ومنها خرج صوت ما زال يسكن وجدان الأمة، صوت الشيخ طه الفشني، الذي جعل من الابتهال والتواشيح فنًّا راقيًّا يعيش في قلوب الناس إلى يومنا هذا.
كما بين أن بني سويف صنعت عبر تاريخها علماء وقادة شاركوا في الثورة الوطنية، ووقفوا في وجه الاحتلال، وأسهموا في نصر أكتوبر، وقدموا للوطن نماذج مضيئة في الإدارة والتعليم والبحث والفكر.
وحول دور الأزهر الشريف على مر التاريخ أكد نائب رئيس الجامعة أنه لا ينكر عاقل دور الأزهر الشريف في نشر قيم التسامح، وترسيخ فقه الاعتدال، وخدمة الأمة عبر قرون طويلة؛ فهو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي حفظت التراث، ودرست علومه، ونشرتها بالحكمة والموعظة الحسنة، وربطت بين الدين والحياة، وبين الإيمان والعلم، وبين العقل والوحي، مبينا أنه من مدرسة الأزهر تخرج العلماء والدعاة والأساتذة والقادة، الذين ملؤا الأرض علمًا وإشراقًا، وكان لهم أثر في مصر والعالم كله.
وأوضح أن جامعة الأزهر ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل مصنع للإنسان تبني العقل والروح والسلوك، وتغرس قيم الرحمة والعدل والإصلاح، واحترام المرأة، وصيانة الطبيعة، والحوار الراقي مع الآخر، وحب الوطن والدفاع عنه واحترام مقدساته.
وقال: إن المؤتمر العلمي الثاني للكلية يأتي ليعبر عن رؤية الأزهر في أن تكامل العلوم هو طريق النهضة المعاصرة، فالعالم اليوم لا يعرف علومًا منفصلة، بل منظومات متشابكة تحتاج إلى عقل واسع ورؤية شاملة من خلال فرق عمل مستنيرة وواعية.
مضيفًا أن الدراسات البينية ليست رفاهية علمية؛ بل هي ضرورة تفرضها قضايا الإنسان في القرن الحادي والعشرين.
وبيَّن أن الأزهر الشريف كان سباقاً في إطلاق برامج بينية رائدة، بلغت 29 برنامجًا في 61 كلية، تمثل خطوة جادة نحو تعليم يربط التراث بالحاضر، والعلم بالواقع، والشريعة بالإنسان، والنظرية بالتطبيق.
وحيا نائب رئيس جامعة الازهر محافظة بني سويف العزيزة: تاريخها، وأعلامها، وأصواتها، وقادتها، وجامعتها، ونيلها الممتد، وصناعتها المتنامية، وطموح أبنائها الذي لا يخبو علي مر التاريخ والعصور في جميع المجالات العلمية.




