هل انتهى زمن صعود الدولار؟ صفقات الاستثمار ترسم مساراً جديداً لسعر الصرف
تشهد الساحة الاقتصادية المصرية حالة من الترقب بعد سلسلة الصفقات الاستثمارية الكبرى التي أعلنتها الدولة خلال الأسابيع الأخيرة، والتي اعتبرها خبراء الاقتصاد خطوة محورية نحو استعادة توازن سوق الصرف وتحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي.
مصير الدولار بعد الصفقات الاستثمارية الأخيرة
وتطرح هذه التطورات تساؤلات جوهرية حول مصير الدولار في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل توقعات بانخفاض قيمته أمام الجنيه نتيجة تدفقات استثمارية قوية وتحسن موارد النقد الأجنبي. وبين التفاؤل الحذر والتقديرات الواقعية، يبدو أن مصر مقبلة على مرحلة جديدة قد تشهد تحولاً في مسار سعر الصرف واستقراراً طال انتظاره في السوق.
وفي التقرير التالي يرصد لكم موقع نيوز رووم، آراء الخبراء عن مصير الدولار في مصر بعد الصفقات الاستثمارية الأخيرة:
انتعاش الاقتصاد المصري
يقول الدكتور أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي، إن الاقتصاد المصري يشهد مؤخرًا حالة من الانتعاش الملحوظ مدعومة بسلسلة من الصفقات الاستثمارية القوية والمؤشرات الإيجابية، التي من شأنها أن تعزز الثقة في السوق المحلية وتنعكس بشكل مباشر على استقرار سعر صرف الدولار خلال الفترة المقبلة.
وأضاف خطاب، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن هناك توقعات بانخفاض ملحوظ في سعر الدولار خلال الأيام القادمة، مشيرًا إلى أن أغلب التقديرات الاقتصادية تتفق على أن السعر العادل للدولار يدور حول 45 جنيهًا، وهو مستوى مستهدف سياسيًا واقتصاديًا لتحقيق توازن استراتيجي في السوق ودعم تنافسية الصادرات المصرية.
انخفاض الدولار دون مستوى 45 جنيهًا
وأوضح الخبير الاقتصادي أن انخفاض الدولار دون مستوى 45 جنيهًا قد لا يكون في صالح الصادرات المصرية، إذ قد يؤدي إلى فقدان ميزة تنافسية في الأسواق الخارجية، لافتًا إلى أن الدولة أنفقت خلال العامين الماضيين مبالغ ضخمة لدعم قطاع الصادرات وتعزيز قدرته على المنافسة عالميًا.
وأكد الدكتور أحمد خطاب أن تراجع الدولار سيعود بالنفع المباشر على المواطن المصري من خلال انخفاض معدلات التضخم واستقرار الأسعار، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد هدوءًا في الأسواق وتراجعًا في فرص استغلال بعض التجار لارتفاع العملة الأمريكية، بما يسهم في استقرار اقتصادي طويل المدى.
وأكد الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد المصري يشهد مؤشرات واضحة على عودة الاستقرار النقدي بعد فترة من التقلبات، مشيرًا إلى أن الصفقات الاستثمارية الكبرى التي تم توقيعها مؤخرًا أسهمت في ضخ مليارات الدولارات داخل السوق المصري، وهو ما انعكس إيجابًا على ميزان العرض والطلب على النقد الأجنبي.
استمرار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي
وأوضح الإدريسي في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن هذه التطورات تعزز قدرة الدولة على ضبط الأسواق، وتمنح المناخ الاستثماري مزيدًا من الثقة، خاصة في ظل استمرار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية الكبرى التي تمثل ركيزة للنمو المستدام.
سيناريوهات سعر صرف الدولار
وأضاف أن السيناريو الأقرب خلال الفترة المقبلة هو تحقيق استقرار نسبي في سعر الصرف مع احتمالات انخفاض محدود في سعر الدولار إذا استمرت التدفقات الدولارية بنفس الوتيرة الحالية، متوقعًا أن يصل سعر الدولار إلى أقل من 45 جنيهًا خلال المرحلة المقبلة.
الاستمرار في جذب الاستثمارات الأجنبية
وأكد الخبير الاقتصادي أن التوازن النقدي لا يتحقق بين يوم وليلة، لكنه نتيجة تحسن حقيقي في مؤشرات الاقتصاد الكلي وعودة الثقة في السوق المصري، مشددًا على أهمية الاستمرار في جذب الاستثمارات الأجنبية والحفاظ على الانضباط المالي لتعزيز هذا المسار الإيجابي.