00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

آثار مصر القديمة|أزهريون ردا على دعوات الهدم: لا تستقيم فكريًا ولا عقديًا

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

واصل علماء الأزهر التأصيل لمشروعية بناء المتاحف والحفاظ على آثار مصر القديمة باعتبارها بقايا الأمم السابقة التي أمر الله سبحانه وتعالى بالتدبر أمامها، في مواجهة الدعوات المنحرفة ومقارنتها بأصنام الجاهلية التي كانت تعبد شركًا من دون الله. 

آثار مصر القديمة.. هل دعانا القرآن للتأمل أم الهدم؟ 

وفي استعراض رؤية الإمام الشاطبي للاجتهاد المصلحي في هدم الآثار، قال الدكتورة فتحية الحنفي الأستاذ بجامعة الأزهر:  ذكر الإمام الشاطبي أن المجتهد عند استنباطه الحكم الشرعي يرتكز على أمرين:

1. الحفاظ على الثوابت دون غلو أو تطرف في تطبيق الجزئيات والأحكام.

2. اجتناب التساهل الذي يؤدي إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث بأحكام الإسلام. 

وأوضحت: هذا ما جسده النبي صلى الله عليه وسلم حين عاتب معاذ بن جبل رضي الله عنه على تطويله بالناس في الصلاة، فقال له: "أفتّان أنت يا معاذ؟" متفق عليه، لافتة أن العتاب كما يظهر إنما كان بسبب مخالفة معاذ لمنهج الإسلام الوسطي.

وتابعت: في عصرنا الحاضر يردد بعض الناس الدعوة إلى هدم الآثار، بزعم أنها قد تُعبد من دون الله كما كانت الأصنام، لكن لو تأملنا حقيقة الأمر، ونظرنا إلى علة الحكم كما حكاها القرآن الكريم في قول الله تعالى عن قوم إبراهيم عليه السلام حين سألهم عن سبب عبادتهم للأصنام: {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: 53]. وفي هذا بيان لغلوهم وتشددهم المنافي لمنهج الإسلام الوسطي، فهو تقليد أعمى للآباء في عبادتهم للأوثان من دون الله.

وتساءلت: كيف يستقيم هذا الحكم، وهو وجوب هدم الآثار، مع الأمر الإلهي بالاطلاع على حضارات السابقين مشاهدةً لا هدماً؟ كما في قوله تعالى:
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا...} [الروم: 9].

كما أن رأي المنادين بهدم الآثار لا يستقيم فكريًا ولا عقديًا مع روح الإسلام الوسطي، خاصة أننا في بيئة لم تتخذ من هذه الآثار آلهة تُعبد من دون الله، بخلاف حال كفار مكة.

آثار مصر القديمة.. هل نمجد الأصنام والآلهة؟! 

بدوره الدكتور عبدالشافي الشيخ أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، قال إن موضوع المتحف المصري الكبير من المسائل التي كثر حولها اللغط، ونحن نقول لمن يزعم عدم مشروعية الزيارة: هل ما تركه لنا القدماء المصريون يعد شركًا بالله، وأصنام وأننا نمجد الأصنام والآله؟!، مضيفًا: «كل أمة تفخر بتراثها وعند الحديث عن المتحف المصري الكبير وغيره من المتاحف لا يغيب عنا مقاصد الشريعة».

وتابع: «تحرم هذه الأشياء عندما تعبد من دون الله تعالى، وهذا الفرق بين الصنم والتمثال، فالصنم كاللات والعزى، كانت تعبد من دون الله تعالى، إنما التماثيل فقد كانت في زمن نبي الله سليمان يقول تعالى: «يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)».

وأكد: الفرق شاسع بين ما تقولون وتدعون على تراث أمتنا، قدماء المصريين لديهم علم يفوق ما نحن فيه وأشار القرآن إلى ذلك، متسائلًا لمن يتحدثون بغير علم: هل أنت أغير على الدين من سيدنا عمرو بن العاص؟!، هل أنتم أغير من 500 صحابي من صحابة النبي ممن فتحوا مصر ووجدوا أبو الهول، والأهرامات كانت متواجدة ولم تكن مخبأة تحت الرمال؟!

وتابع تساؤلاته: الليث بن سعد الذي يفوق في علمه الإمام مالك كان موجودًا في مصر، والإمام السيوطي، والقرطبي وغيرهم، لم يكونوا على علم ودراية حتى تأتي أنت وتقول أنها أصنام وشرك؟!، مضيفًا: أي أصنام هذا والنبي نهى عن الأصنام لكونها تعبد من دون الله، لكن حينما تكون تراثًا وفنًا هل تحرمونها والقرآن الكريم قرر أنهم علماء، يقول سبحانه: «فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ».

وشدد: «المصريون القدماء كانوا علماء وشاهد على ذلك التحنيط وبناء الهرم وغيرها مما لا يعرف سره، يقول سبحانه: «وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ»، أي ما بلغ أهل مكه وغيرهم واحد بالمائة من علمهم، فنحن لا نمجد التماثيل وهي ليست أصناما، بل تشهد بالبراعة والعلم الذي أقره القرآن، ولابد من قراءة جديدة لكل الأحداث وتجنبوا الفتاوى المعلبة».

وأكد الأستاذ بجامعة الأزهر: «الناس اليوم تعبد الموبايل فقولوا إنه شرك؟!.. هناك دول بتجيب أشياء من 50 سنة ويتحدثوا عنها كآثار، ونحن الذين لدينا تاريخ ولا نمجدهم بل إن في كثير من الكتب قيل أنهم أنبياء مجدهم قومهم بعدهم نتركها؟!».. مختتمًا: «نعم علينا أن نتعظ.. روح المتحف وقول سبحان الله هؤلاء ما أعجزوا الله تبارك وتعالى مع كونهم عظماء أجرى الله عليهم سنة الموت».

تم نسخ الرابط