إمام بالأوقاف: حق الجار في الإسلام من أعظم الحقوق الاجتماعية
أكد الدكتور عادل المراغي، إمام بوزارة الأوقاف، أن حق الجار في الإسلام يمثل قيمة أخلاقية وإنسانية رفيعة، تميز بها المجتمع المسلم عبر تاريخه، إذ لم تقتصر علاقة الجار على المشاركة في السكن أو الجوار، بل تجاوزت ذلك إلى أسمى معاني التعاون والإحسان والرعاية المتبادلة.
وأوضح الدكتور المراغي أن الإسلام جعل حق الجار من كمال الإيمان، مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، وقوله أيضًا: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".,وهذا يدل على المكانة العظيمة التي أولاها الإسلام للجيرة، وجعلها جزءًا من بناء المجتمع المؤمن المتماسك.
وأضاف"المراغي" أن حق الجار يشمل الإحسان إليه قولًا وفعلًا، ومشاركته في الأفراح، ومواساته في الأحزان، والستر على عيوبه، وحفظ ماله وحرمة بيته، والبعد عن إيذائه بأي شكل من الأشكال، سواء بالفعل أو بالكلمة أو بالإهمال، مشيرًا إلى أن من تمام الإيمان ألا يأمن الجار بوائق جاره، كما جاء في الحديث الشريف.
تحقيق الأمن المجتمعي والتكافل الإنساني
وأوضح إمام الأوقاف أن مراعاة حقوق الجار تسهم في تحقيق الأمن المجتمعي والتكافل الإنساني، وتغرس في النفوس روح المودة والرحمة التي دعا إليها الإسلام، فالمجتمعات لا تبنى بالقوانين وحدها، بل بالأخلاق التي تحفظ الحقوق وتشيع الطمأنينة بين الناس.
وأوضح الدكتور عادل المراغي أن الإسلام لم يفرق في حقوق الجوار بين مسلم وغير مسلم، بل أمر بالإحسان إلى الجميع، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ" (النساء: 36). فالآية الكريمة تشمل الجار القريب والبعيد، المسلم وغير المسلم، مما يعكس عالمية قيم الإسلام وإنسانيته.
وأكد المراغي أن الجار في الإسلام شريك في الحياة اليومية، والإحسان إليه صورة من صور الشكر لله على نعمة السكن والمجتمع الآمن. كما دعا إلى إحياء هذه القيم في الواقع المعاصر، ومواجهة ظواهر الأنانية والانغلاق التي تضعف الروابط الاجتماعية، مشيرًا إلى أن "من فقد الإحساس بجاره فقد جزءًا من إنسانيته".



