إبراهيم المعلم يكشف أسرار تأسيس دار الشروق وتحديات صناعة الكتاب في مصر
حل المهندس إبراهيم المعلم مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، ضيفا على الإعلامي حازم شريف في أحدث حلقات Level Podcast، وكشف خلال الحلقة المذاعة على قناة جريدة المال على موقع يوتيوب، عن محطات بارزة في تاريخ تأسيس دار الشروق للنشر وتحديات صناعة الطباعة والنشر، وأساليب اختيار الكتب وأهمية الكتاب المدرسي، بالإضافة إلى تشجيع الصناعات الإبداعية والمحتوى الثقافي في مصر والعالم.
تطرق إبراهيم المعلم أيضا إلى مشكلات ملكية الأندية الجماهيرية، وقضايا رياضية متنوعة، مع نقاش حول مستقبل صناعة المحتوى الإعلامي والثقافي.
رحلة النشر والثقافة
تحدث إبراهيم المعلم عن تجربة تجاوزت نصف قرن في النشر، مؤكدا أن الحديث لم يكن عن الكتب فقط، بل عن علاقة الإنسان بالمعرفة، إذ بدأت رحلته من بيت اعتادت فيه الأسرة على القراءة، وترسخت فيه فكرة أن الكلمة مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مشروعا تجاريا.
من دار القلم إلى دار الشروق، تتشابك الحكاية الشخصية مع التاريخ العام، بين البدايات الصعبة، التأميم، أزمات الورق والطباعة، ومحاولات إحياء القراءة لدى القارئ العربي، حتى تحولت إلى جسر ثقافي بين القاهرة وعواصم الدول العربية.
وأوضح إبراهيم المعلم أن دار الشروق كانت جزءا من اتحاد الناشرين المصريين ثم العرب، لترسخ مكانتها في المشهد العربي والعالمي رغم الصعوبات، ونجحت في تقديم الثقافة كقوة ناعمة، تتجاوز أي عقبات سياسية أو اجتماعية.
البدايات الدراسية والرياضية
استعاد المعلم بداياته الدراسية في مدرسة النقراشي النموذجية، مؤكدا دورها الكبير في تكوينه الشخصي والإنساني، مع الحفاظ على صداقات ممتدة حتى الآن.
بعدها التحق بـ هندسة القاهرة، حيث اكتسب خبرات متنوعة، وتأثر بعدد من أساتذته المتميزين، ما ساهم في تشكيل رؤيته الفكرية والمهنية.
تحدث المعلم عن حبه للرياضة، ممارسته للسباحة وكرة الماء، وتسجيله إنجازات وطنية ودولية، قبل أن يختار مسار النشر والصحافة، مستندا على دعم والده وحرصه على استقرار مستقبله المهني.

تأسيس دار القلم والشروق
أوضح المعلم أن والده محمد المعلم، أسس دار القلم عام 1959 التي نجحت بسرعة قبل أن تؤمم عام 1966، وبعد هذه التجربة، بدأ المعلم مع والده تأسيس دار الشروق بين بيروت والقاهرة في 1968، متجاوزين ظروف ما بعد حرب 1967، بتحديات اقتصادية وثقافية وتسويقية.
انطلقت دار الشروق برأس مال محدود، وركزت على اختيار أفضل المؤلفين والمبدعين، واهتمام خاص بكتب الأطفال، مع الحرص على مطابقة المعايير العالمية من حيث الجودة والطباعة والإخراج، وقد حصلت على عدة جوائز في مجال كتب الأطفال منذ عام 1982.

التحديات والصناعة
وأردف إبراهيم المعلم أن صناعة النشر واجهت العديد من العقبات، من بينها الرقابة المسبقة على الكتب، ومشكلات التوزيع وقضايا حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب صعوبة استيراد الورق، إضافة إلى محدودية القوانين الداعمة للنشر.
ولفت إبراهيم المعلم إلى أن التعاون مع جمعية رجال الأعمال المصرية ساعد في إيجاد حلول عملية وإلغاء بعض القيود، ما أسهم في تحسين حركة النشر والتصدير، مع الحفاظ على جودة المحتوى الثقافي.

فلسفة النشر
وأكد المعلم أن النشر ليس مجرد صناعة تجارية، بل رسالة ثقافية، تربط القارئ العربي بالإبداع والمعرفة، كما تشكل جسرا للتكامل الثقافي بين الدول العربية، مشددا على أن الثقافة هي القوة الناعمة التي تبقى رغم أي صعوبات أو أزمات.
كما تحدث المهندس إبراهيم المعلم عن مشكلات أخرى واجهت صناعة النشر في مصر، قائلا: «كانت عندنا مشاكل (ت.ص) ولجنة البت، ومشاكل تانية كتير، وماكانش فيه اتحاد ناشرين في مصر، ودار الشروق لوحدها كانت بتتعاون، بس طبيعي مش قادرة تشيل الصناعة كلها».

وأشار إلى أن هذه الظروف الصعبة دفعته للبحث عن حلول خارج الأطر التقليدية، موضحا: «لجأنا لجمعية رجال الأعمال، وروحت وقتها للأستاذ سعيد الطويل، وقلت له عندنا صناعة مهمة جدا اسمها النشر والطباعة ومعندناش اتحاد ناشرين فعايزين نعمل شعبة أو أي كيان يمثلنا وكانت استجابته سريعة ودخلت جمعية رجال الأعمال، وكانت لجنة التصدير برئاسة السيدة نائلة علوبة وفعلا اهتموا جدا، ومن خلال الجمعية قدرنا نلغي لجنة البت والناس وقتها اتخضت بس بعد الإلغاء اكتشفوا إن كل حاجة بقت أفضل».



