فن المواساة.. 5 طرق بسيطة لتخفيف حزن شريكك وتعزيز التواصل بينكما
لا تدور العلاقات دائما حول تبادل الرسائل الرومانسية فحسب، أو حول تلك المشاعر المتولدة في لحظات الاستقرار العاطفي، بل يحتاج الحب إلى الدعم في لحظات الحزن، والمساندة في أوقات الضعف، إذ إن ذلك هو الذي يدعم العلاقة ويحافظ على استقرارها.
فحين يمر شريكك بفترة فقد أو حزن عميق، قد تجدين نفسك أمام مشاعر لا يمكنك إصلاحها بالكلمات، لكن يمكنك أن تكوني له ملاذ آمن
الرجل بين العزلة والتماسك.. كيف تواسينه؟
ينبغي أن ندرك، أن لا أحد يستطيع أن يمحو الألم، لكن الدعم الصادق والهادئ من الطرف الآخر يجعل الحزن أكثر احتمالاً. بحسب المعالجة النفسية روبرتا تيمز، التي تخصّصت في علاج الحزن، فإن الرجال غالباً لا يعبّرون بالكلام كما تفعل النساء، إذ تميل النساء إلى المشاركة والتحدث، بينما يميل الرجال إلى الانعزال ومحاولة التماسك.
لذلك، ما يحتاجه شريككِ في مثل هذه الأوقات ليس بالضرورة النصيحة أو الحديث الطويل، بل حضوركِ الصامت ودفء وجودكِ بجانبه.
فيما يلي 5 أشياء بسيطة يمكنكِ فعلها لتُشعري شريككِ الحزين بالأمان والدعم الحقيقي:
1- اصمتي حين لا تجدين ما يُقال
لا تحاولي أن تواسيه بعبارات جاهزة مثل "أعرف تماماً ما تشعر به"، لأن كل خسارة مختلفة بطريقتها الخاصة.
في كثير من الأحيان، يكون الصمت المليء بالتفهّم أكثر طمأنينة من الكلام، فوجودكِ إلى جانبه، يدكِ التي تلامس يده، ونظرتكِ المليئة بالتعاطف، قد تقول الكثير.
2- استمعي حين يرغب بالحديث
حتى لو كرّر القصة ذاتها مرات عديدة، فالتكرار، كما تشرح تيمز، جزء من عملية الشفاء، لأنه يساعده على تقبّل الواقع شيئاً فشيئاً.
اسأليه بهدوء كيف يشعر، كيف ينام، أو إن كان يرغب بأن تتناولا العشاء معاً في أحد الأيام، فالمشاركة الصغيرة تُعيد إليه شعور الحياة الطبيعية.
كوني حاضرة بجانبه
حتى لو لم تعرفي الشخص الذي فقده. وجودكِ في الجنازة أو زيارتكِ لعائلته في تلك اللحظات يعني له الكثير، ليس لأنكِ تعرفين الراحل، بل لأنكِ اخترتِ أن تكوني معه، وهو ما يمنحه شعوراً بالأمان العاطفي والانتماء.
4- ابتكرا طقوساً صغيرة للحنين والراحة
ربما تشعلان شمعة في ذكرى من رحل، أو تتصفحان ألبوم الصور معاً، أو تخصصان وقتاً في الأسبوع لتذكر المواقف الجميلة.
هذه الطقوس، كما تشير تيمز، تساعد على تخفيف وطأة الفقد وتحويل الذكرى إلى مساحة دافئة لا إلى جرح مفتوح.
5- لا تضغطي عليه ليتجاوز الألم بسرعة
فالحزن لا يسير وفق جدول زمني، وكل إنسان يحتاج إلى وقته الخاص ليستعيد توازنه. إن لاحظتِ أنه لا يستطيع الأكل أو النوم أو العودة إلى عمله بعد شهرين مثلاً، شجّعيه بلطف على استشارة مختصّ، وأخبريه أنكِ تفعلين ذلك لأنكِ تخافين عليه لا لأنكِ سئمتِ حزنه.
اعلمي جيدا أن مساعدة الشريك على الشفاء لا تعني أن تتحمّلي الألم بدلاً منه، بل أن تكوني بجانبه بينما يتعلم كيف ينهض مجدداً. الصدق، الهدوء، والوجود الحقيقي هي مفاتيح الدعم التي لا تُنسى، لأنها تقول من دون كلمات: "أنا هنا، ولن تمضي في هذا الحزن وحدك".