كيف تحدث العالم عن المتحف المصري الكبير؟ تجربة رصد فريدة بالذكاء الاصطناعي
كشف الكاتب الصحفي والخبير في الإعلام الرقمي خالد البرماوي عن تجربة جديدة أجراها باستخدم أدوات ذكاء اصطناعي مدفوعة لإعداد تقرير رصد وتحليل للتغطية الإعلامية العالمية الخاصة بــافتتاح المتحف المصري الكبير، باللغات الأجنبية فقط.
اختبار عملي لقدرات الذكاء الاصطناعي
وقال البرماوي في منشور له عبر حسابه على فيسبوك، إن التجربة كانت بمثابة اختبار عملي لقدرات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ مهام الرصد الإعلامي والتحليل المهني، مشيرًا إلى أن التقرير الذي امتد من 27 أكتوبر إلى 3 نوفمبر شمل 1482 وسيلة إعلامية دولية من تصنيفات مختلفة، عبر 10 لغات حول العالم، دون تضمين محتوى منصات التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن جودة التقرير، الذي بلغ في بعض نسخه نحو 50 صفحة Word، وصلت إلى ما بين 70% و80% مقارنة بالتقارير الاحترافية التي يعدها فرق متخصصة خلال يومين أو أكثر، مؤكدا أن الجودة مرشحة للارتفاع مع تعزيز التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وأشار الخبير في الإعلام الرقمي إلى أن الرصد شمل تحليلا متعدد المحاور، تضمن طبيعة الوسائل، اللغات المستخدمة، الدول، توقيت النشر، حجم التغطية، مضمون المحتوى، ونبرة التناول، إضافة إلى صياغة مجموعة من الاقتراحات الاستراتيجية القابلة للتطبيق لدعم إدارة المتحف في خططها الإعلامية المقبلة.
نتائج التقرير حول المتحف المصري الكبير
1- الإبهار العالمي
تم رصد 1,482 مادة إعلامية فريدة نشرتها أكثر من 100 وسيلة إعلامية عالمية “غير عربية”. وبلغت ذروة التغطية يومي 1 و2 نوفمبر بنسبة 45% من إجمالي المواد المنشورة، ما يؤكد نجاح الحدث كمحفز إعلامي واسع التأثير.
2- المشاعر الإيجابية تكتسح
جاءت نبرة التغطية إيجابية بنسبة 78%، ومحايدة بنسبة 19%، بينما لم تتجاوز النبرة السلبية 3%، واقتصرت على ملاحظات لوجستية بسيطة.
3- القصص الأكثر حضورا في التغطية
الثقافة: جوهرة التاج (85%)، أبرز محور ركزت عليه وسائل الإعلام، باعتبار المتحف “الأكبر في العالم لحضارة واحدة”، وموطن كنوز توت عنخ آمون.
الاقتصاد: قاطرة السياحة (55%)، تم تناول المتحف كمشروع استثماري ضخم تتجاوز قيمته مليار دولار، يمثل دفعة قوية لقطاعي السياحة والاقتصاد المصري.
السياق العام: الصمود بعد التحديات (40%)، أعادت التغطية صياغة قصة التأخيرات السابقة لتصبح حكاية “صمود وإنجاز”، لا فشل أو تأجيل.
الافتتاح: عرض القوة الناعمة (30%)، ركزت بعض الوسائل على حفل الافتتاح وحضور القادة، لكن البرماوي لفت إلى أن “الاهتمام الإعلامي بالحفل كان أقل من المتوقع مقارنة بحجمه وتكلفته، ما يستدعي مراجعة استراتيجيات التسويق المستقبلية للأحداث الكبرى”.
4- التأثير الرقمي المباشر
أدت التغطية إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات البحث عبر جوجل، وهيمنة المتحف على قوائم الترند في منصة X.
ومع ذلك أشار البرماوي إلى أن منصات المتحف الرسمية لم تستفد من هذا الزخم في جذب الزوار أو تحويل الاهتمام إلى طلب فعلي، واصفًا ذلك بأنه “فرصة ضائعة يمكن تعويضها لاحقًا”.
توزيع التغطية واللغات
شكلت اللغة الإنجليزية والفرنسية نحو 45% من إجمالي التغطية، وجاءت وسائل الإعلام الأوروبية خاصة في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، في الصدارة بنسبة 45% من إجمالي النشر، مع حضور بارز من أمريكا الشمالية وآسيا، ما يعكس انتشارًا عالميًا حقيقيًا.
كما شكلت وكالات الأنباء الدولية، وعلى رأسها وكالة Associated Press (AP)، نحو 28% من التغطية، وكانت تقاريرها الأكثر تداولًا وإعادة نشر.
وفي نهاية التقرير تساءل الكاتب الصحفي والخبير في الإعلام الرقمي خالد البرماوي ساخرا، عما إذا كان وزير السياحة قد يعترض على ما كشفه التقرير من ملاحظات نقدية، قائلًا لو شجعتوني، يمكن أشارك قريبًا تفاصيل إضافية، ونموذجًا للتوصيات الاستراتيجية المستخلصة من هذه التجربة الفريدة.



