سر يفوق العدد.. أحمد البصيلي يروي أفضل وأعجب ما قيل في الصلاة على النبي ﷺ
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أقرب القربات، وأعظم الطاعات، فمن تمسك بها فاز بالسعادة في الدنيا، وغفر ذنبه في الآخرة، وهي جالبة للخيرات، قاضية للحاجات، دافعة للنقمات، باب لرضاء الله، وجزيل ثوابه ومحبته لعباده؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل كل خير في الدارين، وهو شفيع الخلائق في الآخرة، والصلاة على جنابه الشريف شفيع الدعاء في الدنيا؛ لذلك جاء الأمر الشرعي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنص الكتاب والسنة.
أكد الدكتور أحمد البصيلي الداعية الإسلامي أن فضل الصلاة على النبي ﷺ عظيم لا يحد، وبها يحصل المسلم على السعادة والرضا والتيسير قضاء الحاجات,مشيرا إلى أن من الصالحين من واظب على الإكثار منها حتى بلغ أعدادا كبيرة، ومنهم الشيخ علي البيومي الذي كان يصلي على النبي صلوات الله وسلامه عليه ثلاثين ألف مرة في اليوم.
وأوضح "البصيلي" أن هناك من يقطعون الأميال لزيارة النبي المختار ﷺ، بينما هناك من يبلغهم النبي بنفسه إلى باب دارهم ببركة محبتهم وكثرة صلاتهم عليه صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن البطولة الحقيقية ليست في أن تزور النبي، وإنما في أن تُزار من النبي.
واستعرض الداعية الإسلامي موقفًا نادرا من حياة الشيخ علي البيومي، قائلاً: إن الشيخ كان يرى النبي ﷺ كل ليلة، وذات مرة قال في نفسه: "إذا جاءني رسول الله الليلة لأسألنه: يا رسول الله، أنا أصلي عليك ثلاثين ألف مرة، فهل يوجد إنسان يصلي عليك أكثر مني؟"
فلما رآه النبي ﷺ في المنام أجابه قائلًا: "نعم، أحمد الدردير يصلي علي أكثر منك."
وأضاف "البصيلي": أن الشيخ البيومي ذهب إلى الشيخ أحمد الدردير في الجامع الأزهر وسأله: "كم تصلي على النبي؟" فأجابه الدردير: "ألف مرة." فتعجب البيومي وقال: "كيف تكون أكثر مني صلاة على النبي وأنا أصلي ثلاثين ألف مرة وأنت تصلي ألفًا فقط؟"
فقال له الشيخ أحمد الدردير: "السر ليس في العدد، وإنما في المدد، فأنا أصلي على النبي صلاة، المرة الواحدة منها بألف صلاة، إنها الصلاة الكمالية، «اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله».
وأكد الدكتور أحمد البصيلي أن هذه القصة العطرة تبين أن المدد الإلهي والاتصال الروحي هو ما يجعل الذكر ذا أثر وبركة، وأن الإخلاص في الصلاة على النبي ﷺ أعظم من مجرد تكرار الأعداد دون حضور القلب.
