تمارا حداد تستعرض دلالات وأبعاد زيارة الرئيس الفلسطيني للفاتيكان
قالت الكاتبة والباحثة السياسية الدكتورة تمارا حداد، إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الفاتيكان تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل التطورات الراهنة في قطاع غزة وبعد التوصل إلى الهدنة الأخيرة، مشيرةً إلى أن الزيارة تحمل أبعادًا متعددة، دينية ودبلوماسية وسياسية وثقافية.
الفاتيكان يمثل رمزًا روحيًا عالميًا
وأوضحت حداد، خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، أن الفاتيكان يمثل رمزًا روحيًا عالميًا، وزيارة الرئيس الفلسطيني له تأتي للتأكيد على عمق العلاقة الإسلامية المسيحية، وإبراز البعد الإنساني والحضاري للشعب الفلسطيني، مضيفة أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل اعتراف الفاتيكان بالدولة الفلسطينية منذ عام 2015.
وأوضحت أن الرئيس عباس يسعى من خلال لقائه مع البابا فرانسيس إلى تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وإلى تعزيز الدور الدولي الداعم لخيار السلام العادل وحل الدولتين، باعتبار أن الحلول العسكرية والأمنية لم تحقق أي استقرار لا للفلسطينيين ولا للإسرائيليين.
وفيما يتعلق بقدرة الفاتيكان على التأثير في الموقف الأوروبي تجاه ما يجري في غزة، أوضحت حداد أن للفاتيكان ثقلًا معنويًا في أوروبا والمجتمع الدولي، ويمكن أن يوجه رسالة واضحة بضرورة تحريك المسار السياسي ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة أن الزيارة تتزامن مع الذكرى الثامنة للاعتراف المتبادل بين الفاتيكان والدولة الفلسطينية، ما يمنحها رمزية خاصة.
تعزيز دور الفاتيكان الدبلوماسي في الشرق الأوسط
وأضافت الباحثة السياسية أن اللقاء من شأنه تعزيز دور الفاتيكان الدبلوماسي في الشرق الأوسط، إلى جانب البعد الإنساني المتعلق بإدخال المساعدات وإعادة إعمار غزة، داعية إلى تحويل الضغوط الدولية إلى أفعال حقيقية لإنقاذ المدنيين ووقف الحرب.
وفي ختام حديثها، توقعت حداد أن تعقب الزيارة تحركات دبلوماسية جديدة في مجلس الأمن الدولي، خصوصًا مع طرح مشاريع تتعلق بوجود قوات دولية في الأراضي الفلسطينية، مشددة على ضرورة أن تكون هذه القوات حفظ سلام حقيقية تراقب الانتهاكات الإسرائيلية، وليست قوات وصاية أو خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وأكدت أن هذه الزيارة تمثل رسالة سياسية ودبلوماسية واضحة إلى المجتمع الدولي، وخصوصًا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مثل فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، بضرورة دعم الموقف الفلسطيني والعربي، وعدم تمرير أي قرارات تنتقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية.



