بعد 40 عاما في الكونجرس.. نانسي بيلوسي تعلن ختام مشوارها السياسي
أعلنت نانسي بيلوسي، أول امرأة تتولى رئاسة مجلس النواب الأمريكي، اليوم الخميس، أنها لن تترشح لإعادة انتخابها للكونجرس في عام 2026، لتختتم بذلك مسيرة سياسية امتدت لأربعة عقود، كانت خلالها أحد أبرز رموز الحزب الديمقراطي والتي كثيرًا ما كانت هدفًا لانتقادات اليمين الأمريكي.
وقالت بيلوسي، البالغة من العمر 85 عامًا، والتي تم انتخابها لأول مرة إلى الكونجرس عام 1987، إن قرارها جاء بعد يومين فقط من موافقة الناخبين في ولاية كاليفورنيا بأغلبية ساحقة على المقترح 50، وهو مشروع يهدف إلى إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بطريقة تمنح الديمقراطيين خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب خلال انتخابات منتصف العام المقبل، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
ويعد تبني كاليفورنيا لهذا المقترح ردًا مباشرًا على خطوة مماثلة في ولاية تكساس، التي اتخذت إجراءات لتعزيز فرص الجمهوريين، وقد قاد هذه الاستراتيجية السياسية حاكم كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم.

وخلال مسيرتها الطويلة، كانت بيلوسي في مقدمة المواجهة السياسية مع الحزب الجمهوري، خصوصًا في مواجهة الرئيس دونالد ترامب، إذ خاضت معه صراعات علنية حادة خلال فترة رئاسته بين عامي 2017 و2020.
ويأتي قرار بيلوسي بالتقاعد في وقت تتصاعد فيه الانتقادات داخل الحزب الديمقراطي من الأجيال الشابة، التي تعبر عن استيائها من تمسك القيادات المخضرمة بمناصبها، وتطالب بإفساح المجال أمام وجوه جديدة تقود الحزب في المستقبل.
محاولة بيلوسي لعزل ترامب
وقد حاولت بيلوسي مرتين عزل ترامب من منصبه، الأولى في أواخر عام 2019، والثانية في أوائل 2021، بعد أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، إلا أن مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية رفض إدانته في كلتا المرتين.
وكانت العداوة بين بيلوسي وترامب قد بلغت ذروتها خلال خطاب حالة الاتحاد عام 2020، عندما رفض ترامب مصافحتها أثناء دخوله إلى قاعة مجلس النواب، وردت بيلوسي في نهاية الخطاب بتمزيق النسخة الورقية منه على نحو دراماتيكي، قائلة لاحقًا إنها فعلت ذلك لأن "كل صفحة فيه تحتوي على كذبة.
وفي عام 2021، أعرب الجمهوريون عن غضبهم الشديد من بيلوسي بعدما رفضت تعيين اثنين من أبرز أنصار ترامب في اللجنة الخاصة التي شكلها مجلس النواب للتحقيق في هجوم السادس من يناير على مبنى الكابيتول، وهو القرار الذي اعتبره الجمهوريون إقصاءً سياسيًا متعمدًا.



