الأوقاف محذرة من تصوير المحتاجين : القيم الدينية النبيلة تقوم على الستر
أكدت وزارة الأوقاف أن العطاء الصادق لا يحتاج إلى تصوير ولا توثيق على وسائل التواصل الاجتماعي، محذرة من القيام بتصوير عمل الخير للأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي و مشددة على أن القيم النبيلة في ديننا الحنيف تقوم على الإخلاص في العمل والستر على المحتاجين، لا على السعي وراء الشهرة أو الظهور الإعلامي.
وأوضحت وزارة الأوقاف أن من مقاصد الصدقة الحقيقية أن تكون سرا بين العبد وربه، وأن نشر صور المحتاجين أو تصوير لحظات تقديم المساعدات يتنافى مع روح الرحمة والإنسانية التي دعا إليها الإسلام، ويجرح مشاعر من تقدم لهم المساعدة.
كما دعت وزارة الأوقاف إلى ترسيخ ثقافة العطاء الخالص لوجه الله تعالى، وأن يكون الهدف من أعمال الخير هو نيل رضا الله وخدمة المجتمع، لا تحقيق مكاسب دعائية أو شخصية، مؤكدة أن أعظم المعروف ما كان خفيًّا، وأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
ويأتي هذا التوجيه في إطار حرص وزارة الأوقاف على تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية الأصيلة، وغرس مفهوم العطاء المسؤول الذي يصون كرامة الإنسان ويحافظ على قدسية العمل الخيري، ضمن رؤية شاملة لمبادرة «صحح مفاهيمك» التي تستهدف تصحيح المفاهيم وبناء وعي رشيد يقوم على الفهم الصحيح للدين.
ويأتي تصريح وزارة الأوقاف بشأن عدم تصوير عمل الخير في إطار مبادرة «صحح مفاهيمك» التي تطلقها وزارة الأوقاف لتصحيح المفاهيم الدينية والسلوكية المغلوطة.
في سياق متصل أكد الدكتور أسامة رسلان المتحدث باسم وزارة الأوقاف المتحدث باسم وزارة الأوقاف، أن القوافل الدعوية التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في أكثر من 568 مدرسة على مستوى الجمهورية، تحت عنوان «أثر القيم الدينية والاجتماعية في تعزيز احترام الكبار»و تأتي ضمن جهود الدولة لإعادة بناء الشخصية المصرية على أسس دينية وأخلاقية راسخة، تربط بين العلم والقيم والانتماء.
مبادرة صحح مفاهيمك
وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «البيت» المذاع على قناة الناس اليوم الأربعاء، أن فكرة القوافل انطلقت من مبادرة صحح مفاهيمك التي تهدف إلى معالجة السلوكيات السلبية في المجتمع بأسلوب علمي ومنهجي، وبالتعاون مع أكثر من 15 وزارة ومؤسسة. وأضاف أن القوافل تستهدف المدارس والمساجد ومراكز الشباب ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لضمان وصول الرسالة التوعوية إلى أكبر عدد من الفئات.
تغيير حقيقي في الوعي والسلوك
وأشارالدكتور أسامة رسلان إلى أن الوزارة تعتمد منهجًا علميا في تقييم الأثر، حيث يتم التنسيق مع الأخصائيين الاجتماعيين بالمدارس لمتابعة التغير في سلوك الطلاب بعد القوافل، وتحديد ما إذا كانت تحتاج إلى تكرار أو تطوير، مؤكدا أن الهدف ليس تنفيذ أنشطة شكلية بل تحقيق تغيير حقيقي في الوعي والسلوك.
وأوضح أسامة رسلان أن اختيار المدارس يتم بالتنسيق بين مديريات الأوقاف والتعليم في المحافظات، بناءً على طبيعة القضايا السلوكية المنتشرة بكل منطقة، مثل التنمر أو ضعف احترام المعلم أو الزملاء، مؤكدًا أن القيم والأخلاق ليست ترفًا تربويًا، بل ركيزة أساسية في بناء المجتمع المصري المعاصر.


