أسامة كمال: مرقص حنا باشا أنقذ كنوز توت عنخ آمون وضمن عرضها
قال الإعلامي أسامة كمال إن مصر لم تكن لترى كنوز الملك توت عنخ آمون كاملة داخل المتحف المصري الكبير لولا الموقف التاريخي والشجاع الذي اتخذه مرقص باشا حنا، وزير الأشغال آنذاك، الذي تصدى لمحاولات نهب آثار مصر ووقف في وجه النفوذ البريطاني الضاغط سياسيًا وإعلاميًا.
قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
وروى كمال، في برنامجه مساء DMC على قناة DMC، أن قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بدأت يوم 4 نوفمبر 1922 حين اكتشف الطفل المصري حسين عبد الرسول مدخل المقبرة بالصدفة أثناء مساعدته العمال في وادي الملوك بالأقصر، ومع الإعلان عن الكشف، حاول عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر وممول الحفائر اللورد كارنارفون إثبات أن المقبرة كانت "منهوبة مسبقًا"، لضمان حصولهم على نصف محتوياتها بموجب اتفاق مع السلطات البريطانية.
أدرك منذ البداية نية نهب الآثار
وأوضح أسامة كمال أن مرقص باشا حنا أدرك منذ البداية نية نهب الآثار، فأصدر قرارًا بإغلاق المقبرة وتشديد الحراسة، ومنع خروج أي قطعة أثرية، بما فيها قطع كارتر، مؤكّدًا أن الكنوز ملك للشعب المصري ولا يمكن التفريط فيها تحت أي ضغط.
وأشار الإعلامي أسامة كمال إلى أن موقف مرقص باشا أثار غضب الصحافة البريطانية، حيث شنت حملة هجوم ضده، بينما كان الرأي العام المصري يحتفي بشجاعته ووطنية موقفه، ولفت إلى أن الوزير المصري واصل حماية المقبرة، وأمر بتسجيل وتصوير كل قطعة، ونقلها إلى المتحف المصري تحت حراسة مشددة، لتفادي أي تهريب.
رفضت تنفيذ الحكم
ولفت أسامة كمال إلى أن الأزمة بلغت المحكمة المختلطة بالقاهرة عام 1924، والتي حكمت لصالح اللورد كارنارفون، لكن الحكومة المصرية برئاسة سعد زغلول رفضت تنفيذ الحكم، واستأنفت إلى محكمة استئناف الإسكندرية، حيث قدم مرقص باشا مستندًا حاسمًا ألغى مخطط كارتر بالكامل.
وأشاد أسامة كمال بموقف مرقص باشا قائلاً: «الرجل الذي تحدّى الإمبراطورية البريطانية في زمن كانت تملك القرار والنفوذ، هو من حفظ لتاريخنا كرامته، ولآثارنا مكانها الطبيعي بين أيدينا، بفضل وطنيته وشجاعته، تُعرض اليوم كنوز توت عنخ آمون كاملة داخل المتحف المصري الكبير لتروي للعالم حكاية مصر التي لم تفرط يوما في حقها».