آلاء فوزي: التعامل مع جيل «زد» يحتاج إلى ذكاء عاطفي لا أوامر
قالت الدكتورة آلاء فوزي، المدرس بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن الجدل الدائم بين الآباء وأبنائهم من "جيل زد" ليس سببه سوء التربية أو ضعف التواصل، بل هو انعكاس لاختلاف جذري في طرق التفكير ومصادر المعرفة بين الجيلين، مشددة على أن الحل لا يكون بالمنع أو الصدام، وإنما بالفهم والمشاركة.
وأوضحت خلال لقائها عبر قناة الناس أن أول خطوة لبناء جسر التواصل مع هذا الجيل هي تخصيص وقت بعيدًا عن الشاشات والهواتف، حتى يشعر الأبناء بوجود حقيقي للأسرة في حياتهم اليومية، مضيفًة:"جيل زد هو نتاج لجيل الألفية، وهو جيل مشغول بالعمل والمسؤوليات، لذلك من الطبيعي أن تتقلص مساحة الحوار، لكن لا بد من استعادتها بذكاء ومرونة".
نموذج العلاقة المقلوبة.. دع ابنك يعلمك
وقدمت فوزي ما وصفته بـ"النموذج المقلوب" في التعامل مع الأبناء، موضحة أنه بدلًا من أن يلقي الوالدان التعليمات والمواعظ، يمكنهم أن يطلبوا من أبنائهم تعليمهم شيئًا جديدًا مما يعزز الثقة ويخلق حوارًا متبادلًا، مضيفًة:"عندما يشعر الشاب أو المراهق أنه يعلم والديه، يتولد لديه إحساس بالقيمة والاحترام، ووقتها يمكننا أن نزرع بداخله ما نريد بطريقة غير مباشرة".
واعترفت فوزي بأن منع الأبناء تمامًا من استخدام التكنولوجيا أصبح شبه مستحيل، داعية الأسر إلى التواجد معهم داخل هذه المساحات الرقمية بدلًا من مراقبتهم أو توبيخهم، قائلة:"يجب أن نعرف ماذا يشاهدون ويتابعون، لأن كثيرًا من المحتوى يحمل رسائل خفية كالسم في العسل، لذا علينا أن نفهم أولًا قبل أن نحكم".
كما نصحت بدمج الألعاب والأنشطة التفاعلية داخل الأسرة، مشيرة إلى أن اللعب الجماعي من أكثر الوسائل فاعلية في إعادة بناء الثقة والتواصل الإيجابي بين الأجيال.
الحوار بدل المنع: اسأل ابنك ليكتشف بنفسه
وأشارت إلى أهمية أن يدرك الأبناء مخاطر التكنولوجيا بأنفسهم، لا أن يسمعوها بشكل مباشر من الوالدين، مضيفة أن الأسلوب الأنسب هو طرح الأسئلة الذكية لا إعطاء المحاضرات، وأن مثل هذه الأسئلة تفتح باب التفكير والنقاش بدلًا من المقاومة والرفض، وتساعد الشباب على إدراك تأثير المحتوى الرقمي في سلوكهم ونمط حياتهم.
وحذرت فوزي من تأثير الإيقاع السريع لوسائل التواصل على نفسية الأبناء، موضحة أن الاستخدام المفرط يجعلهم يشعرون بالملل من وتيرة الحياة الطبيعية.



