استثمار بـ150 مليون دولار.. كيف سيغير مصنع «ماك» خريطة صناعة السيارات في مصر؟
تشهد مصر تحولاً نوعيًا في مجال صناعة السيارات مع انطلاق أعمال مصنع «ماك» الجديد بمدينة السادس من أكتوبر، الذي يعد الأكبر من نوعه في البلاد، باستثمارات تتجاوز 150 مليون دولار، ليصبح أحد أهم ركائز الاستراتيجية الوطنية لتنمية صناعة السيارات، ومن المقرر أن يبدأ المصنع بإنتاج 50 ألف سيارة سنويًا، على أن ترتفع الطاقة الإنتاجية تدريجيًا إلى 100 ألف سيارة، مما يوفر ما بين 6 إلى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
تحويل مصر إلى مركز إقليمي
أكد الفريق كامل الوزير، وزير الصناعة والنقل، أن الحكومة تستهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع السيارات في إفريقيا والشرق الأوسط، من خلال إقامة مدينة متكاملة لصناعة السيارات وصناعاتها المغذية في السادس من أكتوبر، وأوضح أن الرؤية الحكومية تعتمد على محورين رئيسيين، الأول يتمثل في تهيئة البيئة التشريعية والحوافز الاستثمارية عبر المجلس الأعلى لصناعة السيارات وصندوق تمويل السيارات صديقة البيئة، والثاني تعزيز الشراكات مع القطاعين المحلي والعالمي لجذب كبار الشركات وتوطين التكنولوجيا الحديثة.
مصنع بتقنيات مستدامة لتصنيع السيارات النظيفة
من جانبه، كشف رجل الأعمال محمد منصور، رئيس مجلس إدارة مجموعة «مان كابيتال»، أن مصنع «ماك» سيركز على إنتاج السيارات الكهربائية والهجينة باستخدام أحدث تقنيات التصنيع المستدام، مشيرًا إلى أن المشروع سيوفر للاقتصاد المصري عملة صعبة تصل إلى 500 مليون دولار سنويًا، ما يعزز من ميزان المدفوعات ويقلل الاعتماد على الواردات.
برنامج وطني لتنمية الصناعة
وأوضح الوزير أن الدولة تعمل على تنفيذ برنامج وطني لتنمية صناعة السيارات يستهدف الوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 100 ألف سيارة لكل شركة و7 ألاف سيارة كهربائية في عام 2032، مع رفع نسبة المكون المحلي لأكثر من 35% وزيادة القيمة المضافة إلى نحو 60%.
وأشار إلى أن البرنامج يربط بين الأداء الصناعي والبيئي والاستثماري، من خلال حوافز إنتاج وتشغيل وتحفيز للاستثمارات الجديدة، بما يبرز مكانة مصر كمركز صناعي إقليمي منافس عالميًا ، قادر على قيادة التحول نحو النقل الأخضر والمستدام في المنطقة.