عاجل

مرقص باشا حنا.. البطل الذي تحدى الإمبراطورية البريطانية ليحمي كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون"

مرقص باشا حنا.. البطل الذي تحدى الإمبراطورية البريطانية ليحمي كنوز توت عنخ آمو

مرقص باشا حنا
مرقص باشا حنا

في مثل هذا اليوم، 4 نوفمبر، تحل الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في تاريخ البشرية، ومعها يعود اسم رجل وطني خُلّد بالتاريخ رغم غياب اسمه عن المشهد العام.. إنه مرقص باشا حنا، الوزير المصري الذي وقف في مواجهة الاحتلال البريطاني، ومنع تهريب مقتنيات المقبرة إلى الخارج.

مرقص باشا حنا 
مرقص باشا حنا 

من هو مرقص باشا حنا؟

ولد مرقص حنا عام 1872 بمدينة المنصورة، لأسرة مهتمة بالعلم والثقافة. بعد دراسته الثانوية بالقاهرة، سافر إلى فرنسا حيث تخرّج في كلية الحقوق بجامعة مونبلييه، ثم درس العلوم الاقتصادية بجامعة باريس، ليعود إلى وطنه باعتباره أحد أبرز العقول القانونية في جيله.

مسيرة قانونية ووطنية مشرّفة:

عُين في النيابة العامة، ثم استقال ليمارس المحاماة التي لمع فيها بشدة، قبل أن يُنتخب نقيبًا للمحامين عام 1914. تميّز بخطبه الوطنية ودوره البارز في ثورة 1919، ووقف في الصفوف الأولى لمقاومة الاحتلال البريطاني، ودفع ثمن مواقفه باعتقاله والحكم عليه بالإعدام قبل تخفيف الحكم.

موقفه الحاسم تجاه مقبرة توت عنخ آمون:

في عام 1924، شغل مرقص باشا منصب وزير الأشغال العمومية – الوزارة المسؤولة عن الآثار – وكانت تلك لحظة فارقة في تاريخ حماية التراث المصري، حين قرر المستكشف البريطاني هوارد كارتر نقل أجزاء من كنوز المقبرة إلى الخارج.

وقف مرقص باشا في وجه هذه المحاولة بشجاعة نادرة، فأصدر قرارات صارمة تمنع خروج أي قطعة أثرية دون تصريح رسمي، وشدد على تفتيش كل الزوار، بمن فيهم الأجانب، ومُرافقتهم من قبل مندوبين مصريين داخل المقبرة.

انتصار تاريخي في ساحات القضاء:

حاول كارتر مقاضاة الحكومة للمطالبة بنصف محتويات المقبرة، لكن مرقص باشا قدّم مستندات تُثبت أن المقبرة لم تُفتح من قبل وأن كل كنوزها كاملة، فسقط حقه القانوني. وفي مارس 1924، أصدرت محكمة الاستئناف بالإسكندرية حكمًا تاريخيًا يؤكد ملكية مصر الكاملة لمقتنيات المقبرة، ما مثّل انتصارًا وطنيًا فريدًا.

إرث خالد لوزير وطني:

توفي مرقص باشا حنا في 18 يونيو 1934، بعد حياة حافلة بالدفاع عن الوطن وقضاياه. واليوم، تبقى كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون شاهدًا حيًا على دوره، بعدما تصدى لمحاولات تهريبها وبذل جهده كي تبقى ملكًا لمصر وشعبها.

أقرأ أيضا:

وفاة مدير مدرسة الشيخ البغدادي بالأقصر إثر أزمة قلبية مفاجئة
 

تم نسخ الرابط