من باريس الي ريو دي جنيرو فنيويورك و طوكيو الي سيدني ، مرت رحلة حفل المتحف المصري الجديد من اقصي المحيط الهادي الي المحيط الاطلنطي مرورا بدفء المتوسط ، عازفين من أكبر اوركسترا في عواصم العالم بملابس فرعونية يعزفون مقطوعة من تأليف المصري هشام نزيه
كلمات السفير علاء يوسف سفير مصر في فرنسا أكدت التأثير: "الجزء اللى اتذاع مساء أمس من باريس فى حفل افتتاح المتحف الكبير تم تصويره بعد الحصول على موافقة السلطات الفرنسية وخاصة عمدة باريس التى أبدت تعاونا كبيرا .. الموضوع كان صعب جدا بصراحة لاننا أغلقنا المنطقة المحيطة ببرج إيفل لمدة سبع ساعات كما تم السماح بالتصوير بدرون فى ميدان الكونكورد حيث المسلة المصرية الشامخة" ، دليل جديد علي قوة الدبلوماسية المصرية وتأثيرها الفاعل في أهم حواضر الدنيا
قنصلياتنا فتحت أبوابها مستقبلة ضيوفها من الجالية والأصدقاء ، مراكز الحوار وبيوت مصر تذيع الحفل علي شاشات عملاقة ، فنادق وميادين مدن مصر السياحية تفتح بث مباشر لنقل الفعاليات، المستشار الالماني يسجل حوار لدويتش فيله عن عظمة الحضارة المصرية والمتحف الذي يضيف للانسانية ، والملكة رانيا تغرد علي حسابها الذي يتابعه الملايين في الأردن وخارجها عن "أحلي رحلة عبر الزمن مع حبيبتي سلمي"- أميرتها الصغيرة- cnn و bbc تنقل البث المباشر ، جرائد العالم تخرج بعناوين عن الابهار في حفل افتتاح المتحف ، صحفنا الورقية تعود اليها الحياة ، استوديوهات ماسبيرو تتنفس ، قنوات المتحدة تتحدث عن الإبهار ..
أزياء مصممة بأيدي مبدعين مصريين ، مايسترو مصرية "إيمان جنيدي" تقود الاوركسترا الافتتاحي قبل العالمي "ناير ناجي "الذي يدير منتخب عالم للموسيقي ، درونز تحكي حكاية انتصار جيش في السماء ، وإضاءات منعكسة علي جدار المتحف تصف تاريخ لحضارة و خير لنيل يروي عطش شعب لإنجاز يعكس كفاحه ليحمي وطنه ويخرج بها لبر الأمان ، رئيس مبتسم بنصف ابتسامة وكأن عقله لا يتوقف عن التفكير في مسئوليات الحكم ، لم تنجح العدسات في ضبطه متلبساً بإبتسامة كاملة الا في إيماءة و التفاته صفا لرفيقة الحياة ، سيدة تليق بحمل اسم مصر ، مثل الوطن طيب وهادئ وحكيم ، تتزين بزي الحشمة بخيوط ورسوم من حضارة ضاربة الجذور صاغتها أنامل مصرية نافست وتفوقت علي تصميمات استدعتها نجوم الحضور من أشهر بيوت الأزياء من عواصم الموضة ..
رسائل تناغم للأديان والفنون ، وصبي يحمل مشعل الأمل يستذكر العبر من دروس الماضي ، و شابة حسناء تلقي برسالة" خطوات سلام الآن لتصنع حضارة جديدة للمستقبل ".
هذه هي الصورة التي تحتفظ بها ذاكرتي لمشاهد افتتاح اكبر متحف للحضارة المصرية في العالم ، بموقعه العبقري الفريد ، بخطوط الضوء المتوازية ، وعلم الطاقة السرية من أهرامات شامخة ، ومركب الشمس الذي حملنا في رحلة الي عالم آخر ، يستدعي قناع ساحر ضمن مجموعة 5000 قطعة لمقبرة ملك صغير سناً عظيم أثرا ً ..
هل كان يمكن أن يكون الحفل أجمل ، نعم ..
هل كان بهاءه سيزيد باختفاء شخصيات مكروهة من المشهد ، حتما ً ..
هل كنا نتمني مشاركة الإخوة الاشقاء ، أكيد ..
هل كنت أستطيع انا او انت ان نكتب سردية أفضل ، ربما ..
تمنيت معلومات تاريخية مدققة ، أعتقد..
لقطات مريحة واهدأ ، احتمال..
لكن من يملك التأكيد انه حال تطبيق أحلامنا ، ووضع كل منا توابله علي الخلطة ، هل كانت انضبطت ام زادت بهاراتها وفسدت الوجبة ؟! ،
رسالة انتهاء المهمة وحضور ومغادرة رؤساء وملوك وقادة ٧٠ دولة في أمان كانت عندي أهم ،
تأكيد ريادتنا وقدرتنا علي التنظم في قلب أحد أكثر العواصم ازدحاماً في العالم كانت أقوي من اهتزاز كاميرا في يد مصور او قرار مخرج بقطع خاطئ..
ويكفيني تسجيل شهادة هؤلاء الذين نقلوا للعالم صورة مصر كما رآها الجميع لا كما نقول عنها نحن؛ فـ نيويورك تايمز كتبت أن “مصر تُدهش العالم من جديد بافتتاح يليق بعظمة الفراعنة”، ووصفت BBC البريطانية المتحف المصري الكبير بأنه “إعادة تعريف للمتاحف في القرن الحادي والعشرين”، أما CNN الأمريكية فقالت إن “مصر تبهر العالم في لحظة لا تُنسى في تاريخ الحضارة”، فيما رأت لو فيغارو الفرنسية أن “القاهرة تُضيء العالم من أمام الأهرامات بافتتاح المتحف المصري الكبير”، واعتبرت ناشيونال جيوغرافيك المتحف “أعظم صرح ثقافي في العالم الحديث”، بينما ختمت رويترز بأن “المتحف المصري الكبير يضع مصر مجددًا في قلب المشهد الثقافي العالمي”.
يكفيني أن يتحدث عن بلادي هذا الإجماع العالمي، فشهادة العالم أصدق من أي مدح شخصي او عاطفي او سياسي ، متي كانت اخر مرة اجتمعت هذه المنصات في اشادة واعتراف ان مصر منارةً للحضارة التي لا تنطفئ؟
لذلك فأنا شخصيا ً مكتفية ، لا أرغب في الوصول بالفرحة لحد الثمالة ، ارتوي عقلي ولا أريد أن يغيب كياني ، شاهدت الحفل بقلبي قبل عيني وتابعت ردود فعل مثل ملايين تدثروا حول الشاشات لنتابع انجاز ليس فقط لقيادة أكملت البناء حتي علا وارتفع، لكن أيضا لحصاد شعب آمن وصدق أن القادم سيكون أفضل .
00
أيام
00
ساعات
00
دقائق
00
ثواني
🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉