00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

الأعلى للأئمة بالبرازيل: المتاحف في عهد الرئيس السيسي تحمل أبعادا متعددة

الدكتور عبدالحميد
الدكتور عبدالحميد متولي

قال الدكتور عبدالحميد متولي رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي، إن إقامة المتاحف في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل أبعادًا متعددة، سياسية وفكريّة وثقافية، يمكن تناولها من منصف بعيدًا عن الهوى أو المصالح الضيّقة.

المتحف المصري الكبير 

وأوضح عبدالحميد متولي  أن الأبعاد الفكرية للمتاحف، منها: 

1. إحياء الذاكرة الوطنية والحضارية:  من خلال مشاريع مثل إقامة وتأهيل المتاحف، تسعى الدولة إلى إحياء الهوية المصريّة منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث، وإبراز ما تنفرد به مصر من تراث فريد. مثلاً تمّ افتتاح متحف متعدد القطع الأثرية في عدة محافظات.

هذا الأمر يساعد على “ترسيخ الشعور” بأن مصر ليست مجرد دولة معاصرة فـِقط، بل لديها جذور حضارية تمتدّ لآلاف السنين، وبذلك يُكوّن إطارًا فكريًّا يعزز الانتماء الوطني.

2. تعزيز الثقافة كمكوّن تنموي وتعليمي: ضمن هذا المنحى، تُعرض المتاحف ليس كـ “أثر” و”تراث” فقط، بل كـ “مورد” للتعليم والتوعية، مما يفتح المجال أمام المواطن لفهم تطوّر مجتمعه وحضارته، وهذا بدوره يسهم في بناء “فكر” أكثر وعيًا بالذات والآخر.

كما أن الربط بين المتحف والمتحف والموروث الأثري يُعدّ إشارة إلى أنّ الثقافة ليست “ترفًا” بل جزء من التنمية البشرية والسياسية.

3. إعادة صياغة الخطاب الثقافي والهوية بوجود هذه المشاريع، هناك محاولة لإعادة صياغة “الهوية المصرية” في السياق المعاصر، بحيث يُنظر إلى مصر بوصفها “قوة ناعمة” لها دور حضاري، وليس فقط موقعًا جغرافيًّا أو دولة لديها مشاكل داخلية.

هذا يشمل إيصال رسالة مفادها: إن الثقافة والتراث هما ركيزة من ركائز الدولة، وليس مجرد ملحقًا ثانويًّا.

أما عن الأبعاد السياسية، فهي: 

1. الشرعية الرمزية والنخبوية

افتتاح المتاحف الكبرى أو التأكيد على المشروعات الثقافية يساعد النظام على إضفاء “شرعية” رمزية أمام الداخل والخارج، كدولة تحمي حضارتها وتُبرزها.

من جهة أخرى، هذا يعزز مكانة القيادة أمام المواطنين بوصفها “منقذة” أو “مشرِّعة” لنهضة ثقافية، وهو أمر ذو قيمة سياسية عالية.

2. القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية

المتاحف تصبح جزءًا من أدوات “القوة الناعمة” للدولة: عرض تلك المعروضات، التعاون الدولي، والمعارض التي تعرض التراث المصري في الخارج، كلها أدوات لتعزيز صورة مصر دوليًا.

من هذا المنطلق، المتحف ليس داخليًا فقط، بل لديه بعد دولي: يُستخدم لتوطيد علاقات ثقافية مع دول، جذب السياحة، والتبادل الحضاري.

3. السيطرة على الرواية والتاريخ

في المقابل، هناك بعدٌ سياسي يتمثّل في أن مشاريع المتاحف قد تُستخدم أيضًا لتحديد “ما يُعرض” من تاريخ، ومن يُعرض، وكيف يُعرض، وبالتالي السيطرة على “رواية” الهوية والماضي.

بمعنى: حين تُعرض حضارة قديمة وتُسلّط على جانبها المجيد، بينما قد تُقلّل من بعض مفاصل التاريخ أو الجدل فيه، فإن هذا يحمل خصوصًا طابعًا سياسيًّا (ليس بالضرورة شرّاً مقصوداً، لكن يُعدّ بعدًا يجب الانتباه إليه).

4. التنمية والاستقرار والشرط السياسي: مشروع المتاحف ضمن “تنمية” شاملة: البنى التحتية، المدن الجديدة، الاستثمار في السياحة. وهذه المشاريع مهما كانت ثقافية، فإنها تشكّل جزءًا من “مشروع الدولة” الذي يرتبط بالاستقرار السياسي والاقتصادي.

ومن هذا المنظور، يُنظر إلى المتحف ليس كهدف بحد ذاته فقط، بل كأداة ضمن مشروع أكبر لربط المواطن بالدولة، وربط الاقتصاد بالتراث، وربط التأهيل الثقافي بالمكانة الدولية.

وأكد أن المشاريع المتحفية تعبّر عن اهتمام حقيقي بتراث مصر وتاريخها الحضاري، وهو أمر له بعد تربوي كبير، تسهم في تنويع الاقتصاد (جذب السياحة، الاستثمار الثقافي) وكذلك في رفع الوعي الثقافي للمواطن.

وتعطي للمواطن والمجتمع المدني مساحة للتأمل في الذات والتاريخ، وقد تفتح الباب لحوارات حول الهوية والمستقبل.

تم نسخ الرابط