قبل افتتاح المتحف الكبير..كيف ترفع شبكات المحمول جاهزيتها لتجربة عالمية؟
في خطوة تعكس الاستعدادات الجادة لاستقبال حدث عالمي طال انتظاره، رفعت شركات المحمول الأربع في مصر حالة الطوارئ القصوى لمتابعة جودة خدمات الاتصالات والإنترنت استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير عالميًا، مساء اليوم السبت 1 نوفمبر 2025، تنفيذًا لتوجيهات الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال خبراء اتصالات إن رفع شركات المحمول في مصر لحالة الطوارئ يأتي في إطار استعدادها للتعامل مع الزخم الكبير في الاتصالات وحركة البيانات المتوقع خلال الساعات المقبلة بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وهو حدث عالمي من المنتظر أن يشهد اهتمامًا محليًا ودوليًا واسعًا.
وأوضحوا في تصريحات خاصة لموقع «نيوز رووم» إن شركات الاتصالات تستعد لمعدلات استخدام غير مسبوقة خلال الفعاليات الكبرى التي تتابعها وسائل الإعلام حول العالم، موضحًا أن هذه الشركات رفعت كفاءتها التشغيلية ودعمت البنية التحتية للشبكات لتجنب أي انقطاع أو بطء في الخدمة، مؤكدين أن هذا الإجراء يعكس جاهزية القطاع التكنولوجي المصري وقدرته على مواكبة الأحداث الكبرى بكفاءة عالية.
وأضافوا أن رفع حالة الطوارئ لا يقتصر على الجانب الفني فقط، بل يمتد إلى خدمة العملاء ومراكز المتابعة الميدانية لمراقبة أداء الشبكات لحظة بلحظة، مشددًا على أن نجاح شركات المحمول في إدارة هذا الحدث الضخم يعزز من ثقة المستثمرين في سوق الاتصالات المصري، الذي يعد من أسرع القطاعات نموًا في المنطقة.
وفي سياق متصل قال تامر محمد خبير الاتصالات، إن فرق فنية متخصصة من الشركات الأربعة تعمل على مدار الساعة لمراقبة أداء الشبكات ميدانيًا وبشكل لحظي في كل الطرق المؤدية إلى المتحف، من المطارات وحتى منطقة الأهرامات، لضمان تغطية كاملة دون أي انقطاع في الخدمة.
وأضاف «محمد»، أن الشركات انتهت من تركيب عدد كبير من الهوائيات ومحطات التقوية الجديدة داخل نطاق المتحف والمنطقة الأثرية المحيطة به، لتقديم خدمات اتصالات عالية الجودة وسرعات إنترنت استثنائية تليق بالوفود والزوار القادمين من مختلف دول العالم.
وفي إطار التحضيرات، أكد خبير الاتصالات، أن الشركات بدأت بالفعل في اختبار خدمات الجيل الخامس «5G» لتوفير تجربة رقمية متكاملة خلال الافتتاح، ما يعكس جاهزية مصر لاستقبال أحد أبرز الأحداث الثقافية والسياحية على مستوى العالم.
إشراف مباشر من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات
ومن جهه أخرى، قال المهندس محمد سامي خبير الاتصالات، إن الاستعدادات الجارية لتأمين خدمات الإنترنت خلال افتتاح المتحف المصري الكبير تمثل «رسالة ثقة» للعالم في كفاءة البنية التحتية للاتصالات في مصر، وأضاف أن التجربة التجريبية لخدمات الجيل الخامس «5G» في هذا الحدث التاريخي تعكس التطور السريع في قطاع الاتصالات، مؤكدًا أن نجاحها سيضع مصر في موقع ريادي على خريطة التحول الرقمي بالمنطقة.
وأضاف أن رفع حالة الطوارئ في شركات المحمول يعكس أيضًا الوعي بأهمية الاتصالات كأحد عناصر الأمن القومي والاقتصادي، خاصة في الفعاليات الكبرى التي تتابعها الملايين داخل مصر وخارجها. وأكد أن هذه الخطوة تعزز صورة مصر أمام العالم من حيث الجاهزية التكنولوجية والبنية الرقمية الحديثة، مشيرًا إلى أن نجاح شركات الاتصالات في تأمين خدماتها خلال هذا الحدث سيُعد رسالة قوية عن قوة البنية التحتية الرقمية وقدرتها على دعم السياحة والمؤتمرات العالمية المقبلة.
يمثل المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في السياحة والثقافة والتراث، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تحكي مسيرة الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد منذ اكتشافها قبل أكثر من قرن.
ويُعد الافتتاح الرسمي تتويجًا لسنوات طويلة من العمل الدؤوب والتعاون الدولي، إذ شاركت في تنفيذ المشروع كبرى الشركات العالمية في مجالات التصميم والترميم والإنشاء، ليخرج المتحف في أبهى صورة تجمع بين الطابع المعماري العصري والروح الفرعونية الأصيلة.
كما يُتوقع أن يشهد الحفل حضورًا واسعًا لزعماء وقادة من مختلف دول العالم، فضلًا عن شخصيات فنية وثقافية بارزة، في حدث وصفته الأوساط الإعلامية العالمية بأنه عرض حضاري يليق بمصر.
وسيكون افتتاح المتحف المصري الكبير بوابة جديدة لتنشيط السياحة وزيادة تدفقات النقد الأجنبي، بجانب كونه منارة للتبادل الثقافي ومركزًا عالميًا للحضارة المصرية القديمة