تعود وقائع قضية شركة فيليب موريس، مالكة العلامة التجارية الشهيرة (مارلبورو) ضد العلامة التجارية (شاي العروسة) إلى نزاع شهير في مجال العلامات التجارية بمصر خلال عام 2003 ويُعد من أبرز القضايا التي عالجت مسألة التشابه بين العلامات ذات الشهرة العالمية والعلامات المحلية المتداولة في أسواق مختلفة من حيث طبيعة السلع والفئات. فقد قامت شركة أولاد بدوي للاستيراد والتصدير، وهي الشركة المالكة لعلامة «شاي العروسة»، بتسجيل علامتها التجارية المميزة في السوق المصري لفئة الشاي والمواد الغذائية، مستخدمة تصميماً يعتمد على اللونين الأحمر والأصفر مع شعار واضح باسم «العروسة» باللغتين العربية والإنجليزية، في حين تملك شركة فيليب موريس إنترناشونال العلامة العالمية الشهيرة «مارلبورو» المسجلة في مصر منذ عام 1995 لفئات التبغ ومنتجات التدخين. وقد تقدمت فيليب موريس بمعارضة إلى إدارة العلامات التجارية بوزارة التموين والتجارة الداخلية، مدعية أن تصميم علامة شاي العروسة يحاكي في عناصره اللونية والبيانية الشكل العام لعلبة «مارلبورو»، مما قد يثير اللبس لدى جمهور المستهلكين ويُعد انتهاكاً للحق في العلامة المشهورة، إلا أن لجنة المعارضات قررت السماح بتسجيل علامة «شاي العروسة» بكامل عناصرها مع اشتراط أن تكتب الشركة اسمها وبلد الصنع بوضوح على العبوة للتمييز بين المنتجين. ولكن لم ترضَ شركة فيليب موريس بهذا القرار وطعنت عليه أمام محكمة استئناف القاهرة، طالبة إلغاء التسجيل بدعوى التشابه الخادع، لكن المحكمة أصدرت حكماً مهماً برفض الطعن وتأييد قرار اللجنة، مؤكدةً أن معيار التشابه الذي يؤدي إلى اللبس يجب أن يُقيم وفق طبيعة السلع والجمهور المستهدف وسياق التداول، وليس بناءً على التشابه البصري فحسب. وأوضحت المحكمة أن منتجات التبغ والشاي تنتمي إلى فئتين تجاريتين مختلفتين لا يجتمعان في منافذ توزيع واحدة ولا يتوجهان إلى فئة المستهلك نفسها، وبالتالي ينتفي احتمال اللبس أو الخلط في ذهن المستهلك العادي. كما رأت المحكمة أن اشتراط إظهار اسم الشركة وبلد المنشأ على عبوات شاي العروسة يعد ضمانة كافية لتجنب أي التباس محتمل، وأن الحماية القانونية للعلامة المشهورة لا تمتد لتمنع استخدام أي عناصر لونية مشابهة في مجال تجاري مغاير تماماً. صدر هذا الحكم في عام 2003، وأصبح من السوابق القضائية المصرية المهمة في تفسير مفهوم التشابه وحماية العلامات المشهورة، حيث أبرز مرونة القضاء المصري في الموازنة بين حماية الشهرة العالمية من جهة، وحماية المنافسة المشروعة للمشروعات الوطنية من جهة أخرى. كما عكس التوجه القضائي نحو تغليب المضمون الاقتصادي والاجتماعي للسوق المحلي عند الفصل في نزاعات العلامات، مع الميل إلى الحلول التوفيقية التي تحافظ على حقوق الطرفين من خلال فرض قيود استخدام أو توضيحات على العبوة بدلاً من الإلغاء الكامل للعلامة.
وتُظهر القضية بوضوح كيف يتعامل القضاء المصري مع التداخل بين مفهوم التشابه، ومبدأ اختلاف الفئات، وحماية العلامات المشهورة، لتصبح نموذجاً عملياً مهماً في دراسة العلاقة بين المسجل الأول والمستخدم السابق ضمن الأنظمة ذات الطابع المختلط التي تجمع بين منهج التسجيل وأثر الاستخدام الواقعي في السوق.
والطريف الذى نسجله ، إن صح أن يكون هناك تشابهاً أو إتفاقاً فهو مزاج المستهلك ، الذى يعتمد على الشاى كمشروب رسمى ، وكذا على ماركة السجائر مارلبورو التى كانت فى ذلك الحين اشهر وأفخر أنواع السجائر المستوردة ، وفى النهاية فإن مزاج المستهلك يستحق التقدير .
00
أيام
00
ساعات
00
دقائق
00
ثواني
🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉