00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

«الضمير المصري الطاهر عبر العصور» 

الأزهر يحيي الحضارة المصرية في افتتاح المتحف المصري الكبير

  الأزهر
الأزهر

في مشهد وطني وإنساني بامتياز، شارك الأزهر الشريف الشعب المصري فرحته بافتتاح المتحف المصري الكبير، ليُجدد التأكيد على أن الحضارة المصرية لم تكن يومًا مجرد آثار حجرية صامتة، بل ضمير حيّ يعكس روح هذا الشعب العريقة التي لم تنكسر عبر الزمن. 

الأزهر يحيي الحضارة المصرية في افتتاح المتحف المصري الكبير

 

ففي مانشيت حمل عنوانًا لافتًا هو «الضمير المصري الطاهر عبر العصور»، قدّم صوت الأزهر رؤية متكاملة تربط بين الإيمان بالوطن والإخلاص له، وبين احترام التراث والهوية التي كوّنت الشخصية المصرية منذ آلاف السنين.

في رؤيته التي نشرها في العدد، أكّد صوت الأزهر أن الحفاظ على الآثار والتراث قيمة دينية ووطنية، مستشهدًا بأن الإسلام لا يتعارض مع صون التاريخ الإنساني، بل يدعو إلى التأمل في جمال الخلق وإبداع الإنسان عبر العصور. 

مصر.. ضمير العالم القديم

وأوضح الأزهر ، أن الآثار الفرعونية ليست أوثانًا تُعبد، بل شواهد على عبقرية الإنسان المصري، وأن محاولات طمس الهوية أو إهمال التاريخ إنما هي إساءة للوعي الديني قبل أن تكون إساءة للتراث. 

وأكدت الرؤية الأزهرية أن الحضارات جميعها سلسلة متواصلة، والمسلمون الأوائل وعوا قيمة ما خلفته الأمم السابقة من علم وفن، فتعلموا واستفادوا وأضافوا إليه، وهو ما يعكس الروح المتسامحة والمنفتحة للحضارة الإسلامية.

رسالة صوت الأزهر في هذا العدد كانت واضحة:

  • مصر لم تتنكر يومًا لهويتها، ولم تتنازل عن شرفها أو قيمها رغم ما مرّت به من غزوات واحتلالات.
  • فمن عهد الفراعنة إلى الدولة الحديثة، ظل الضمير المصري شاهدًا على النقاء والإبداع والوفاء للوطن والإنسان.

عدد جريدة صوت الأزهر 
عدد جريدة صوت الأزهر 

مركز  الأزهر للفتوى يحسم الجدل

سويعات قليلة ويسدل الستار عن المتحف المصري الكبير، تلك العظمة التي يواصل من خلالها المصريين كتابة التاريخ، ومع ترقب الملايين حول العالم للافتتاح المهيب لا تخلو الساحة من المتشددين الذين يزعمون بأن المتاحف قد تتسبب في فتنة القلوب وتثير إعجابهم بالكفار -على حد زعمهم، ووصل الحد إلى نشر تحصين من القرآن تزامنًا مع الافتتاح ولكن ما موقف الإسلام من إقامة تماثيل لشتى الأغراض؟

وقال قال مركز الأزهر العالمي للفتوى تزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، غدا السبت إن مصر تَصون ماضيها، وتَبني حاضرها، وتُلهم العالم بِرؤَى المُستقبل.

وأوضح الأزهر للفتوى أن المتحف المصري الكبير إنجازٌ ملهمٌ شاهدٌ على عبقرية الإنسان المصري عبر العصور، ودعوةٌ للحفاظ على التُّراث الحضاري بوصفه أمانة حقها الصيانة والإحسان.

ونظرة الإسلام إلى الآثار والحضارات السّابقة نظرة اعتبار وتأمل، يدعو من خلالها إلى التَّفكر في سنن الله وأحوال الأمم، قال سبحانه: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّه يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. [العنكبوت: 20]

وأكد: واجب الأجيال من أبناء مصر أن يحافظوا على هذا الإرث الحضاري، وأن يضيفوا إليه بإبداعهم وأخلاقهم وعِلمهم، ما يُعبّر عن الوفاء للماضي، والمسؤولية تجاه الحاضر والمستقبل.

ولفت إلى أن هذا المتحف ليس مجرد صرح أثري، بل هو منصة انطلاق نحو آفاق التطوير والإبداع، ومصدر لإلهام الأجيال يبعث الثقة في قدراتهم، والأمل في صنع مستقبل يُضاهي روعة الحضارة التي أنشأها الأجداد، بأعلى معايير الإتقان وفنون العمران؛ انطلاقًا من المسؤولية الدّينية والوطنية، وتحقيقًا للأمر الرّباني بإعمار الأرض في قول المَولى سبحانه: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}. [هود: 61]

واختتم الأزهر للفتوى أن افتتاح هذا الصّرح الحضاري الكبير رسالة إلى العالم كلّه أن العمارة المادية أساسها العمارة الرُّوحيّة والأخلاقيّة وبناء الإنسان، وأن مصر تواصل مسيرتها الرائدة في خدمة الإنسانية وحماية تُراثها الخَالد.

ماذا قال شيخ الأزهر عن افتتاح المتحف المصري الكبير؟

كما حرصت  القيادات الدينية وفي مقدمتها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على تقديم التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، وإلى الشعب المصري العظيم بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم.

وقال الإمام الأكبر إن هذا الصرح الحضاري يعكس موقع مصر الفريد في الحضارة الإنسانية على مرِّ العصور، ويؤكد أنها كانت ولا تزال وستظل -بمشيئة الله- منارة للتراث والثقافة والحضارة والإنسانية، مقدِّرًا جهود الدولة المصرية في الحفاظ على التراث، وتعزيز قيمة الانتماء للوطن، وترسيخ الجمال والذوق الرفيع في نفوس الأجيال الجديدة.

وأكد شيخ الأزهر اعتزازه بما تزخر به مصر من كنوز الحضارة والتاريخ وتراثها الإنساني الفريد، مؤكدًا ضرورة استلهام مشاعر الفخر من هذا الإنسان المصري القديم الذي أدهش العالم بحضارة استثنائية لا تزال أسرارها في مختلف الفنون عصيةً على الفهم والإدراك، رغم ما توصل إليه إنسان اليوم من تقدمٍ تقنيٍّ وتكنولوجيٍّ مذهل.

وشدد الأزهر بما نص عليه البيان الختامي لمؤتمره العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، من أن الحفاظ على التراث والآثار هو واجبٌ دينيٌّ وإنسانيٌّ، وأن الإسلام قد دعا إلى صون مظاهر الإعمار في الأرض، وأن الآثارَ موروثٌ ثقافيٌّ يُعرِّف بتاريخ الأمم والحضارات، ولا يجوز الاعتداء عليها ولا ارتكاب ما يُغيِّر من طبيعتها الأصلية، بل ويجب حمايتها بوصفها شاهدًا على حضارات الأمم وسيرتها ومسيرتها.

تم نسخ الرابط