ما المقصود بسنن الفطرة وما حكم الالتزام بها؟.. الإفتاء تجيب
أوضحت دار الإفتاء المصرية سنن الفطرة وهي: ما يتحقَّق به للإنسانِ نظافة البدن، وحسنُ الهيئة، وجمال الصورة؛ كالختان للرجال، والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وغير ذلك مما يحصل به التَّطهُّر والتَّجَمُّل.
والتزام المسلم بهذه السنن دائر بين الوجوب؛ كالختان للذكور، والاستحباب؛ كاستخدام السواك أو ما يقوم مقامه لنظافة الأسنان، وفي ذلك اتباع لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث إن دين الإسلام دين الجمال، والمسلم لا بد أن يكون حَسَن المنظر، جميل الشَّكْل، نظيف البدن كما أمره الله بذلك.
بيان سنن الفطرة والحث على مراعاتها
المقصود بـسُنَن الفطرة: ما يتحقَّق به للإنسانِ نظافة البدن، وحسنُ الهيئة، وجمال الصورة؛ كالختان للرجال، والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وغير ذلك مما يحصل به التَّطهُّر والتَّجَمُّل.
وقد حرص الإسلام على أن يكون الإنسان جميلًا نظيفًا، فالمولى سبحانه وتعالى كرَّم الإنسان على جميع المخلوقات، فخلقه في أحسن صورة، وأتم هيئة؛ حيث يقول تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ﴾، ويقول سبحانه: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾.
وشأن المسلم أن يكون جميلًا في ظاهره وباطنه، في خَلْقِه وخُلُقه، فجمال الخُلُق هو أن يلتزم بهدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يقتدي به في جميع أقواله وأفعاله؛ فقد أخرج البخاري في “الأدب المفرد” عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ».
وجمال الخَلْق هو أن يكون المسلم حَسَن الهيئة، نظيف البدن؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ».
الأحاديث الواردة في بيان سنن الفطرة
مما ورد من الأحاديث في سنن الفطرة: ما رواه مسلم في “صحيحه” عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ».
والاستحداد هو حَلْق العانة، والمقصود بالختان في الحديث ختان الصبي الذَّكَر.
وأخرج الإمام مسلم أيضًا في “الصحيح” عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ».
والبَراجِم هي عقد الأصابع ومفاصلها كلها، وانتقاص الماء يعني الاستنجاء.
حكم الالتزام بسنن الفطرة في الشرع الشريف
نص الفقهاء على أنه ينبغي على المسلم أن يلتزم بسُنَن الفطرة، فقالوا إن منها ما هو في الرأس كالفرق والسواك والمضمضة والاستنشاق وقص الشارب، ومنها ما هو في الجسد كالختان وحلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار والاستنجاء بالماء.
وقال العلماء إن هذه السنن ليست واجبة كلها، لأن المقصود منها النظافة والتجمّل، باستثناء الختان للرجال، فهو واجب عند جمهور الفقهاء، استنادًا إلى أمر الله تعالى باتباع ملة إبراهيم عليه السلام.
كما فسر العلماء الفطرة في الحديث بأنها السنة، وأن المقصود بالعشرة المذكورة هو بيان معظمها لا حصرها.
وبيّنوا أن اجتماع الواجب والمستحب في نص واحد لا إشكال فيه، كما في قوله تعالى: ﴿كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ﴾، فالأكل مباح، والإيتاء واجب.
واستحب الفقهاء إزالة الشعر الزائد كالعانة والإبط، لأنها من الفطرة، ويُكره تركها طويلًا لما فيه من قبح وإيذاء.
فتلخَّص من ذلك أنَّ التزام المسلم بسنن الفطرة يدور حكمه بين الوجوب كالختان في حق الرجال، والاستحباب كاستخدام السواك أو ما يقوم مقامه لنظافة الأسنان، والأولى في ذلك هو التعاهد عند الحاجة؛ مراعاة لمظهر الإنسان، وجمال هيئته، ونظافة بدنه.



