لماذا أخفى الله قبور الأنبياء إلا روضة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
قال الدكتور أحمد البصيلي، عالم بالأزهر الشريف، إن معظم مواقع دفن الأنبياء في العالم مجهولة ولا يمكن التأكد من صحتها، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم أشار إلى ذلك بقوله تعالى إن معالم قبور الأنبياء لا تُحفظ إلا روضة النبي محمد ﷺ.
وأضاف البصيلي في حديثه: "لدينا أماكن يُعتقد أنها قبور لبعض الأنبياء مثل مقام الخليل في مدينة الخليل، وقبر سيدنا موسى في مصر، وسيدنا يوسف، وسيدنا إدريس، لكن المؤرخين يوضحون أن هذه المواقع مشكوك في صحتها ولا يمكن الجزم بأنها أماكن دفنهم الحقيقية. أما سيدنا عيسى عليه السلام فقد رفعه الله إلى مكان عالٍ، فلا وجود لقبر له على الأرض".
وأكد أن هذا الواقع يشير إلى أن الحياة الدنيا بلا حقيقة ثابتة أو معالم دائمة، وأن المعنى الحقيقي والراحة الروحية تأتي فقط من محبة والاقتداء بالنبي محمد ﷺ، قائلاً: "لا شيء ثابت في الدنيا، ولا طعم للحياة ولا لون ولا رائحة بدونك يا رسول الله ﷺ".
حكم وفضل زيارة قبر النبي محمد
أوضحت دار الإفتاء حكم وفضل زيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم داخل المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وذلك ردًا على سؤال وردها من أحد المسلمين الراغبين في أداء الصلاة في المسجد وزيارة قبر النبي.
وأكدت دار الإفتاء أن المدينة المنورة مَهد الإسلام، وهي من أفضل بقاع الأرض وكرمها الله تعالى بضم الجسد الشريف للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وذكرت الدار في بيانها حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن إبراهيم حرَّم مكة، ودعَا لها، وحرَّمت المدينة كما حرَّم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة».
وأضافت أن العلماء اتفقوا على أن موضع قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضل بقاع الأرض، بل وأكثر قداسة وفضلًا من الكعبة نفسها، ومن كل بقاع الأرض والسماء، وفق ما جاء في مؤلفات القاضي عياض والعلَّامة الصاوي والعلامة محمد الخضر الشنقيطي وغيرهم.
وفيما يخص حكم زيارة قبر النبي وروضته الشريفة، أوضحت دار الإفتاء أن الزيارة من أعظم القربات وأكد المستحبات، وأنها تجلب شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لزائريه يوم القيامة، مستندة في ذلك إلى العديد من الأحاديث الصحيحة.
فقد روى ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من جاءني زائرًا لا تعمل له حاجة إلا زيارتي، كان حقًا علي أن أكون له شفيعًا يوم القيامة» (رواه الطبراني). كما روى الدارقطني عن النبي قوله: «من زار قبري وجبت له شفاعتي». وأكد البيهقي والطبراني أن زيارة قبر النبي بعد موته تعادل زيارة النبي في حياته.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بذكر أقوال علماء الإسلام مثل الإمام المباركفوري الذي وصف زيارة قبر النبي بأنها من أعظم القربات، وأنه لا خلاف بين العلماء في فضل هذه الزيارة، وأنها أفضل من قصد الكعبة وبيت المقدس كما أشار العبدري المالكي.
وختم البيان بالتأكيد على أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم داخل المسجد النبوي الشريف واجبة على المسلمين المحبين للسير على هديه والاستزادة من بركاته، فهي تذكير بالعقيدة الراسخة وبالرحمة الإلهية التي شملته، وسبب لاستمداد القوة الروحية والتقوى.