00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

باحث : مصر في عيون الصوفية حضارة عظيمة نطقت بالحكمة منذ فجر التاريخ|خاص

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

دعا الباحث الصوفي مصطفى إلى إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع آثار مصر القديمة، مؤكدًا أن “من يزور المتحف المصري الكبير والذي يعد صرحا عظيما يحكي عنه العالم أجمع , فلاا ينبغي للزائر أن يرى في الآثار حجارةً صامتة، بل رموزا تنطق بالحكمة، وتكشف سر العلاقة بين الإنسان والخلق.

روح تنبض في وجدان الإنسانية منذ آلاف السنين

وقال زايد في تصريح خاص لـ"نيوز رووم " :إن المتحف الجديد لا يفتح أبوابه لحضارة اندثرت، بل لروح ما زالت تنبض في وجدان الإنسانية منذ آلاف السنين، مضيفًا أن مصر “ليست فقط منارة للتاريخ، بل كتاب مفتوح للروح والعقل، سطّرت فيه الإنسانية سطور النور الأولى.

حضارة الروح قبل حضارة الحجر

وأوضح زايد أن الصوفية ينظرون إلى مصر باعتبارها أرض النبوة والحكمة، مستشهدًا بما أورده الإمام أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين من أن الله أقام في كل أمة حكماء وعرّافين أدركوا حقائق الوجود عبر التأمل، وأن مصر كانت من أبرز تلك المواطن التي احتضنت الحكمة الإلهية.

كما أشار إلى ما ذكره الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي في الفتوحات المكية بأن مصر “أرض النبوة والحكمة”، وأن علوم الأنبياء – وخاصة علوم الروح والباطن – كانت حاضرة عند حكمائها القدماء الذين سماهم “أصحاب الرسوخ في العلم”، موضحًا أن المقصود ليس الفراعنة الطغاة، بل الحكماء الذين سبقوهم وعرفوا أسرار التكوين والخلق.

الأهرام وأبو الهول في عيون العارفين

وفي قراءة صوفية  أكد زايد أن الأهرام ليست مجرد مقابر ملوك، بل خزائن للعلوم، مستشهدًا بقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني إن الحكماء بنوا الأهرام بعد استقراء علوم الأنبياء، حفظًا لها من الضياع، فاحتوت علوم الطب والفلك والهندسة والروحانيات.

وأضاف الباحث الصوفي  أن أبا الهول  يمثل في الفكر الصوفي “رمز الإنسان الكامل” الذي جمع بين قوة الجسد (الأسد) ونور العقل (الإنسان)، موضحًا أن هذا التكوين يجسد رحلة السالك نحو التوازن بين الظاهر والباطن، وبين المادة والروح.

من هرمس المصري إلى فلاسفة اليونان

وأشار زايد إلى أن الشيخ أحمد زورق ذكر في شرح الحكم العطائية أن “هرمس المصري”، الذي يربطه الصوفية بالنبي إدريس عليه السلام، هو أول من وضع أسس العلوم الروحية والعقلية، وأن الفلاسفة الإغريق مثل فيثاغورث وأفلاطون وسقراط كانوا من تلاميذ المدارس المصرية القديمة.

كما نقل عن بعض مخطوطات ابن عربي مثل جواهر الحكم، أن علماء مصر هم أول من وضعوا علوم “الأوفاق” و“الخواص” و“الميزان”، التي جمعت بين الروح والعقل وأسهمت في تأسيس الطب والزراعة والهندسة الروحية.

رموز للتأمل لا أصنام للعبادة

وفي سياق متصل، أوضح زايد أن الصوفية لا يرون في التماثيل والمعابد المصرية القديمة رموزًا وثنية، بل أدوات تأمل في أسرار الخلق وتجليات الأسماء الإلهية. وقال إن كل تمثال “كان يرمز إلى حالة من أحوال النفس أو قوة كونية يتأملها العارف ليصل إلى معرفة الحق”، مشيرًا إلى أن “من عبد الصورة فقد ضل، ومن تأمل معناها فقد عرف خالقها.

بين فرعون الحكمة وفرعون الطغيان

وأوضح الباحث الصوفي أن الصوفية يفرّقون بين “فرعون الحكمة”، أي الحكماء الذين استخدموا العلم في خدمة الإنسان، و“فرعون الطغيان” الذي استعمله في ادعاء الألوهية، معتبرًا أن هذا التمييز “يكشف المعنى الحقيقي للآية الكريمة: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا”.

وأكد الباحث الصوفي مصطفى زايد  أن المخطوطات الصوفية القديمة، مثل درة التنزيل للشيخ داوود القيصري، توثق أن مصر علّمت العالم أسرار الهندسة والطب والفلك والتربية الروحية، وأن مدارسها القديمة كانت شبيهة بالزوايا الصوفية التي يتربى فيها المريد على الصمت والتأمل ومعرفة النفس.

وأضاف أن “الصوفية لا يقدسون الحجر بل يقرأون فيه الحكمة,فمصر التي شيدت الأهرام لم تكن تسعى إلى الخلود بالجسد، بل بالمعنى, لافتا إلى أن مصر كانت وما زالت أرض الحكمة الإلهية ومهد الأنبياء والحكماء. فيها تعلمت الإنسانية أن الحجر يمكن أن ينطق بالحكمة، وأن الروح لا تموت ما دام هناك من يعرف سرها.

تم نسخ الرابط