خبير اقتصادي لـ"نيوز رووم": اتفاق واشنطن وبكين استراحة مؤقتة للاقتصاد العالمي
قال الخبير الاقتصادي الدكتور هاني أبو الفتوح إن الاتفاق الذي أُعلن عنه بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ من مدينة بوسان في كوريا الجنوبية يمثل استراحة مؤقتة للاقتصاد العالمي أكثر مما هو تحول جذري في مسار العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، بعد سنوات من التوترات التجارية والرسوم المتبادلة التي أثّرت سلبًا في التجارة العالمية وسلاسل التوريد منذ عام 2018.
وأوضح "أبو الفتوح"، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الولايات المتحدة خفّضت جزءًا من الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية من نحو 57% إلى قرابة 47%، مقابل التزامات صينية بشراء كميات كبيرة من فول الصويا والطاقة الأميركية وتأجيل القيود على تصدير المعادن النادرة، فضلًا عن تشديد الرقابة على تجارة مادة الفنتانيل.
تحول جذري في مسار العلاقات الاقتصادية
وأضاف أن هذه الخطوات تُظهر رغبة الجانبين في تهدئة الأجواء وإرسال رسالة طمأنة للأسواق بأن التصعيد تحت السيطرة، لكن من الصعب وصف ما جرى بأنه تسوية نهائية، لأنه يقوم على معادلة تبادلية دقيقة بين تخفيف الرسوم والتزامات الشراء.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن تفاعل الأسواق مع الاتفاق جاء محدودًا ومتباينًا، وهو ما يعكس رؤية المستثمرين له كخطوة لتجنب خطر فوري لا كبداية لمرحلة توسع اقتصادي جديدة.
أسعار الطاقة والشحن
وشدد على أن الدول النامية والعربية، ومنها مصر، ستكون من أبرز المستفيدين من هذا الهدوء النسبي، نظرًا لتأثيره الإيجابي في أسعار الطاقة والشحن، وتخفيفه للضغوط على موازنات الدول واستقرار تدفقات الاستثمار، بما يمنح صانعي السياسات النقدية مساحة أوسع لضبط أسعار الفائدة وسعر الصرف دون صدمات خارجية حادة.
وحذر "أبو الفتوح" من أن الاتفاق لا يزال هشًّا وقابلًا للاهتزاز لعدة أسباب، منها أن تعهد الصين بالحد من تجارة الفنتانيل قد يواجه اختبارات سريعة، كما أن إقحام الملفات الأمنية في اتفاق اقتصادي يجعل التراجع عنه أسرع عند أي توتر سياسي، بالإضافة إلى أن كل طرف قدم الاتفاق لجمهوره الداخلي على أنه انتصار، مما يسهل العودة إلى التصعيد إذا تباطأ التنفيذ.
وأكد أن الحكم الحقيقي على الاتفاق سيعتمد على الأرقام الفعلية للمشتريات الصينية، وموقف الكونجرس الأميركي، وقدرة الجانبين على إبقاء ملف المعادن النادرة خارج دائرة الخلاف، مؤكدًا أن نجاح هذه العوامل سيجعل الاتفاق أكثر استقرارًا، بينما فشلها سيحوّله إلى هدنة قصيرة الأجل.