في غمضة عين.. مليون جنيه على "المحمول" تختبر أمانة شقيقين من السويس
هما مثل جميع أبناء النوبة ومصر والسويس، يبحثون دائما عن المكسب الحلال، لذا لم تنال منهم اختبارات المواقف التي تحتوي علي إغراء مادي ومكسب سريع، وعندما فوجئ احدهما بمبلغ مالي كبير علي حسابه لم يفرح بل بحث عن صاحبه.
ظهر أمامه رقم غريب في الرصيد: مليون جنيه لم يصدق عينيه
ففي لحظة عابرة، وبينما كان محمد سيد عباس يُحدّث تطبيق التحويلات المالية على هاتفه، ظهر أمامه رقم غريب في الرصيد، مليون جنيه. لم يصدق عينيه، ظن في البداية أن التطبيق به خلل أو أن أحدهم يمزح، لكن بعد دقائق من التحقق، تأكد أن المبلغ وصل بالفعل إلى حسابه عن طريق الخطأ.
الفلوس دي مش بتاعتنا.. لازم ترجع للبنك فورًا
الدهشة كانت طبيعية، لكن ما لم يكن عاديًا هو القرار الذي اتخذه محمد وشقيقه محمود في اللحظة نفسها، الفلوس دي مش بتاعتنا و لازم ترجع للبنك فوررا، فهما ليسا بمتعودين علي اخذ حقوق الغير.
ظروفهما المعيشية بسيطة وأحلامهما لا تتجاوز التعيين في وظيفة مستقرة
محمد ومحمود، شقيقان من أبناء محافظة السويس، يعملان منذ أكثر من 13 عامًا مع أحد المقاولين في شركة خاصة ظروفهما المعيشية بسيطة، وأحلامهما لا تتجاوز التعيين في وظيفة مستقرة تضمن لهما الأمان بعد سنين من التعب. ورغم ذلك، لم يفكرا لحظة في الاحتفاظ بالمبلغ، حتى ولو مؤقتا.
اتربّينا على الأمانة.. المليون جنيه مش أهم من الستر والصحة
يقول محمد سيد عباس بابتسامة هادئة، "اتربّينا على الأمانة.. المليون جنيه مش أهم من الستر والصحة. اللي ييجي من غير حقه يروح من غير فايدة."
جدعنة السوايسة.. الصفة التي أصبحت عنوانا لأبناء المدينة في المواقف
هذه القصة التي انتشرت سريعًا، خلال الساعات الماضية، بين زملائهم وجيرانهم، تحولت إلى حديث الناس في السويس. لم ينبهر الأهالي فقط بالموقف، بل رأوا فيه تأكيدًا على ما يعرفونه جيدًا عن جدعنة السوايسة، تلك الصفة التي أصبحت عنوانا لأبناء المدينة في المواقف الصعبة.
بعد ساعات من تواصلهما مع البنك وإعادة المبلغ، تلقى الشقيقان اتصال شكر من الإدارة، التي أثنت على نزاهتهما
لكن المفاجأة لم تتوقف هنا، فبعد ساعات من تواصلهما مع البنك وإعادة المبلغ، تلقى الشقيقان اتصال شكر من الإدارة، التي أثنت على نزاهتهما وأكدت أن تصرفهما نادر في زمن تتغير فيه القيم بسرعة.
الموقف رسالة للناس بأن الأمانة لسه بخير، وأن الرزق الحقيقي مش في الفلوس
محمد ومحمود لم ينتظرا مكافأة، ولم يطلبا شيئا كل ما تمنّياه كما قالا أن يكون الموقف رسالة للناس بأن الأمانة لسه بخير، وأن الرزق الحقيقي مش في الفلوس، بل في راحة الضمير.
الواقعة تعيد للأذهان معنى الشهامة المصرية في أنقى صورها، أن تتختبر فجأة، وتختار الطريق الصعب، طريق الشرف ، قصة بسيطة، لكنها تعيد للأذهان معنى الشهامة المصرية في أنقى صورها، أن تتختبر فجأة، وتختار الطريق الصعب، طريق الشرف،
في زمن يغري بالسهولة، اختار شقيقان من السويس أن يثبتا أن الأصل لا يُشترى، وأن "الجدعنة" مش كلام، لكنها موقف، يُسجَّل في الذاكرة، ويبقى في القلوب.