عاجل

المتحف المصري الكبير.. أمين الفتوى يرد على مقولة التماثيل أصنام يجب هدمها

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير يوم السبت، وتحت عنوان "تماثيل المتحف أصنام يجب هدمها!!"، فند أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور هشام ربيع ما يشاع من تشدد وفتوى متطرفة تقلل من شأن عظمة الحضارة المصرية. 

افتتاح المتحف المصري الكبير 

وقال أمين الفتوى: لا تستغرب أيها القارئ مِن تلك المقولة، فهي مترسِّخة في أذهان المتشدِّدين وإن لم يقدروا أن يتفوَّهوا بها، تلك المقولة التي تتماشى مع أدبياتهم التي ترى تحويل الإرث الحضاري العظيم إلى مجرد أصنام يجب كسرها!!

وأكد أن هذه المقولة الخاطئة فضلًا عن مخالفتها الشرعية فهي طعنة في قلب الهُوية وجريمة بحق ذاكرة الأمة، فهي:
- تَقْطَع الأجيال عن جذورها؛ إذ هذه الآثار هي صلة الوصل بين الحاضر والماضي، وبتحطيمها ننشئ أجيالًا بلا ذاكرة، مقطوعة عن تاريخها، وسهلة الانقياد لأي فكر دخيل.
- وتُقدِّم صورة همجية عن الإسلام، إذ يرى العالم في هذه الدعوات بربرية وجهلًا، فتتحول رسالة الإسلام من نور وهداية إلى دعوة للخراب والدمار، وهو ما يسعى إليه أعداء الدين لتشويه صورته.
- وتُدمِّر مصدرًا للعلم والاقتصاد، فهذه المتاحف هي مراكز للعلم والمعرفة، ومصدر رزق لملايين البشر من خلال السياحة التي أقرها الشرع كوسيلة للاعتبار والسير في الأرض.

حكم الشرع في المحافظة على الآثار

ومِن الناحية الشرعية: فالمحافظة على هذه الآثار حَثَّت عليها شريعتنا الإسلامية؛ فهي تُذَكِّر المسلمين بماضيهم وتربط قلوبهم بوقائع الله تعالى وأيّامه؛ وقد قال سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، فهذا أمر مُطْلَق؛ والمُطْلَق يجري على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده، وكُلّ ما يَحْصُل به هذا التذكير يكون وسيلةً لتحقيقه، فيكون مطلوبًا شرعًا؛ والقاعدة الشرعية أنَّ -الوسائل تأخذ حكم المقاصد-.

وشدد على أنَّ إقامةَ المتاحف أمرٌ ضروريٌ في عصرنا الحاضر؛ لأنَّه الوسيلة العلمية الصحيحة والوحيدة لحفظ آثار الأمم والحضارات السابقة، ومن شأن العقلاء في كل الأمم احترام آثار سَلَفهم ومقدميهم، وجرى على هذا عملُ السلف والخلف، ولم يَقُل أحدٌ مُعتَبَر بمَنْعِ ذلك لأنَّه شركٌ أو يؤدي إلى الشرك.

واختتم أمين الفتوى: لا تقل "إنَّه مجرد تمثال"، فالتاريخ العظيم ما هو إلَّا قصص وشواهد، والحضارة الكبرى تَبْدَأ باحترام أثرٍ... فبصنيعك هذا إمَّا أن تكون حارسًا أمينًا على ذاكرة أمتك، أو أداة في يد مَن يسعى لمحو هويتها... فاجعل عقلك حارسًا على تاريخك مِن دعوات الجهل، لا مِعْولًا لهدم ذاكرة وطنك، فإنَّ مَن يهدم تاريخه اليوم يَعِش بلا هُوية غدًا. في الخاتمة: قُل لي: "هتزور المتحف المصري أمتى؟"

تم نسخ الرابط