خبير تشريعات: مسألة الانتماء الحزبي الأيديولوجي في مصر ما زالت في طور التكوين
قال عبد الناصر قنديل خبير التشريعات البرلمانية إن مسألة الانتماء الحزبي الأيديولوجي في مصر ما زالت في طور التكوين، مشيرًا إلى أن التجربة الحزبية المصرية تحتاج مزيدًا من الوقت لتترسخ ثقافة الانتماء داخل التنظيمات السياسية الحديثة.
ترسيخ ثقافة الانتماء داخل التنظيمات السياسية الحديثة
وأشار، عصام شيحة في حواره مع الإعلامي محمد مصطفى شردي في برنامجه " الحياة اليوم " المذاع على قناة " الحياة"، إلى أن التجربة التاريخية لحزب الوفد تمثل نموذجًا لتراكم الخبرات الحزبية الممتدة عبر أكثر من قرن، حيث دفع المنتمون له ثمنًا حقيقيًا من أجل مبادئهم وقناعاتهم، وهذا الوعي لم يتشكل بعد بالقدر الكافي لدى الأحزاب الجديدة التي لم يتجاوز عمرها بضع سنوات، مثل حزب الجبهة.
وأشار إلى أن أعضاء هذه الأحزاب، خصوصًا من الأجيال الشابة، لم تتكون لديهم بعدُ ثقافة الولاء التنظيمي الكامل، مضيفًا أن اكتمال البرامج الفكرية للأحزاب الحديثة يعد شرطًا أساسيًا لترسيخ هذا الانتماء.
تجربة بعض الأحزاب الحديثة تركزت على البعد النيابي فقط
ونوه بأن أحزابًا مثل الوفد والتجمع تمتلك كوادر قادرة على التعبير بوضوح عن رؤى ومنطلقات أحزابهم، بينما تركزت تجربة بعض الأحزاب الحديثة على البعد النيابي فقط؛ مما أدى إلى اختزال الانتماء في السعي للوصول إلى البرلمان.
وأكد أن غياب المجالس المحلية ساهم في تضييق فرص المشاركة السياسية أمام الطامحين، مما جعل بعض الكوادر تقفز من حزب لآخر بحثًا عن فرص أفضل، مشيرًا إلى أن بعضهم يهاجم الأحزاب التي تركها بسبب غياب الولاء الأيديولوجي الحقيقي.
وتابع أن "الانتخابات البرلمانية الأخيرة كشفت عن ميل متزايد للحزبية على حساب الاستقلالية، حيث بلغ عدد النواب الحزبيين في برلمان 2020 نحو 517 نائبًا مقابل 116 مستقلًا فقط، مقارنة بانتخابات 2015 التي شهدت العكس تقريبًا.
وأشار إلى أن الانتخابات الأخيرة لمجلس الشيوخ أكدت هذا التوجه، إذ فازت المقاعد المتنافس عليها مرشحون حزبيون بنسبة 100%، وهو ما يعكس قناعة عامة لدى المرشحين بأن المنصة الحزبية تمنحهم فرصًا أكبر ودعمًا أقوى.



