عاجل

نظام الملكية في مصر القديمة.. رحلة الملوك من التوحيد إلى الإمبراطورية

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

كشف الدكتور أحمد غنيم، المدير التنفيذي للمتحف المصري الكبير، عن تفاصيل المحور الثاني في سيناريو العرض المتحفي الرئيسي، والذي يحمل عنوان "نظام الملكية في مصر القديمة"، موضحًا أنه يعرض داخل أربع قاعات رئيسية تسرد تطور مفهوم الحكم والسلطة منذ نشأة الدولة المصرية وحتى العصور اليونانية والرومانية.

البدايات الأولى لتأسيس الملكية

وأوضح "غنيم" خلال تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، أن العرض يبدأ من عصور ما قبل التاريخ وعصر ما قبل الأسرات، مرورًا بعصر بداية الأسرات والدولة القديمة، حيث تُعرض نماذج تسلط الضوء على أولى محاولات توحيد مصر تحت راية حاكم واحد، وهو ما اعتُبر بداية تأسيس أول دولة مركزية في التاريخ.
وأشار إلى أن ملوك الدولة القديمة برزوا بقوة من خلال إنجازاتهم المعمارية الكبرى، مثل تشييد الأهرامات والمصاطب الحجرية، التي عكست مدى قوة النظام الملكي وتنظيمه، إلى جانب تجسيد مفهوم الملك بوصفه مركز القوة والشرعية في الدولة.

ملوك الأهرامات وتجليات السلطة

تتناول القاعات المخصصة لعصر الدولة القديمة موضوعات مثل تأسيس الدولة وعصر ملوك الأهرامات والرمزية الملكية، حيث تعرض تماثيل ونقوش تمثل صورة الملك كإله حام ورمز للاستقرار والنظام، وهي المرحلة التي بلغت فيها فكرة الملكية قدسية خاصة في الوعي المصري القديم.

إعادة توحيد البلاد وصعود العاصمة الجديدة

وفي قاعات الدولة الوسطى وعصر الانتقال الثاني، يسلط العرض الضوء على مرحلة إعادة توحيد البلاد بعد فترات من الاضطراب، إذ شهدت تلك الحقبة تأسيس العاصمة الجديدة "أيثت تاوي" بين منف والفيوم، والتي أصبحت مركز الحكم والإدارة.
وخلال هذه الفترة، تطورت المفاهيم السياسية والدينية للملكية، وظهرت تماثيل للملوك داخل المعابد في مختلف أنحاء البلاد، تأكيدًا على هيبتهم وسلطانهم. كما تناول العرض موضوعات إعادة التوحيد والحرب والتحرير، التي أبرزت كيف أصبحت الملكية رمزًا للشرعية والعدالة وحماية الوطن.

الإمبراطورية المصرية وذروة القوة

أما قاعات الدولة الحديثة، فتستعرض أوج ازدهار مصر وتحولها إلى إمبراطورية كبرى امتدت حدودها من النوبة جنوبًا إلى بلاد الشام شمالًا.
ويبرز العرض دور الملوك العظام مثل تحتمس الثالث، أمنحتب الثالث، إخناتون، ورمسيس الثاني، الذين جسدوا القوة السياسية والعسكرية والثقافية لمصر القديمة، كما تُعرض معروضات فنية تجسد تطور صورة الملك في الفن والنحت والنقوش خلال هذه الحقبة المزدهرة.

تقاليد الحكم في العصور اللاحقة

وفي القاعات المخصصة لعصر الانتقال الثالث والعصر المتأخر والعصرين اليوناني والروماني، أشار غنيم إلى أن النفوذ الملكي شهد تأرجحًا بين القوة والضعف، سواء في عهد الملوك المصريين أو خلال فترات الحكم الأجنبي.


ورغم ذلك، حافظ المصريون على تقاليدهم الراسخة في الحكم، وبرز دور سيدات الأسرة الملكية والكهنة الذين ساهموا في حفظ استقرار البلاد واستمرارية الطقوس الملكية.
ويستعرض العرض موضوعات مثل الحكام الأجانب والتقاليد المصرية، وقوة الكهنة، ودور النساء في الحكم، ليعكس التوازن بين السلطة الدنيوية والدينية في تلك الفترات.

الملوك.. رموز الحكم والإلهام

واختتم الدكتور أحمد غنيم حديثه مؤكدًا أن نظام الملكية يمثل أحد أهم محاور العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير، حيث يجسد رحلة تطور الفكر السياسي والديني في مصر القديمة، من أول ملوك الوادي الموحدين حتى الأباطرة في العصرين اليوناني والروماني، في مشهد بانورامي يجمع بين الدقة التاريخية والإبهار الفني ليحكي قصة مصر عبر آلاف السنين.

 

تم نسخ الرابط