عاجل

شرقاوي: جولة ترامب في آسيا تهدف لتقليص النفوذ الصيني وإعادة تشكيل التحالفات

ترامب
ترامب

قال الدكتور ماك شرقاوي، المحلل السياسي، إن جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآسيوية تأتي في إطار سعي الولايات المتحدة لإعادة تموضع نفوذها في مواجهة التمدد الصيني والروسي في المنطقة، موضحًا أن ترامب يسعى لإيجاد بدائل استراتيجية تقلل من اعتماد بلاده على الصين، خاصة في مجالات التكنولوجيا والمعادن النادرة.

 تأمين سلاسل التوريد وتقليل النفوذ الاقتصادي 

وأشار "شرقاوي"، خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، إلى أن ترامب وقع خلال جولته عددًا من الاتفاقيات مع دول شرق آسيا، من بينها ماليزيا واليابان وكمبوديا، وذلك بهدف تأمين سلاسل التوريد وتقليل النفوذ الاقتصادي الصيني في الأسواق الآسيوية.

وأوضح أن الاتفاق الأمريكي الياباني الأخير بشأن تأمين إمدادات المعادن النادرة يعكس رغبة واشنطن في تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع طوكيو، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى أيضًا إلى إعادة تركيز الاستراتيجية الأمريكية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، معتبرًا أن اليابان أصبحت شريكًا لا غنى عنه في جهود واشنطن لمواجهة الصين اقتصاديًا وتقنيًا.

وتابع "شرقاوي" قائلًا إن الصين، رغم إدراكها لطبيعة هذه التحركات، لن تعتبرها تهديدًا مباشرًا، نظرًا لأنها تمتلك بدائل اقتصادية واسعة وشبكة علاقات تجارية تغطي معظم دول العالم، مشيرًا إلى أن السوق الأمريكي لا يمثل سوى 15% من حجم التجارة الخارجية الصينية، في حين أن العجز التجاري بين البلدين تجاوز 375 مليار دولار لصالح بكين.

العودة إلى سياسة “الاحتواء” القديمة ولكن بصيغة اقتصادية حديثة

وأكد الخبير السياسي أن الولايات المتحدة تحاول اليوم العودة إلى سياسة “الاحتواء” القديمة ولكن بصيغة اقتصادية حديثة، موضحًا أن الصراع مع الصين ليس عسكريًا كما كان الحال مع الاتحاد السوفيتي سابقًا، وإنما هو سباق نفوذ في مجالات الاقتصاد والتحالفات والتكنولوجيا.

ونوه "شرقاوي" إلى أن اختيار ترامب دولًا مثل اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية ضمن جولته يحمل رسالة واضحة إلى بكين، مفادها أن واشنطن تعمل على إنشاء تحالفات اقتصادية جديدة في مواجهة مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، مضيفًا أن ترامب يهدف من خلال هذه التحركات إلى تفعيل مشروع “الممر الاقتصادي الهندي – الأوروبي” كبديل لطريق الحرير الصيني.

وتابع قائلاً إن ترامب ماضٍ في تنفيذ وعده الذي أعلنه عام 2016 بعدم السماح بتفوق الصين اقتصاديًا على الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج كان قد صرّح بأن بلاده ستتجاوز أمريكا بحلول عام 2025، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد.

تم نسخ الرابط