00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

روايات المعراج.. حديث «قسمت يوم القيامة بيني وبينك» وحقيقة عدم خلع نعل النبي

ليلة الإسراء والمعراج
ليلة الإسراء والمعراج

ما صحة حديث: «قسمت يوم القيامة بيني وبينك نصفين»؟، سؤال أجابه الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر

حديث: «قسمت يوم القيامة بيني وبينك نصفين»

وقال لاشين:  «الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :(لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ).

وتابع: فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، موضحا أن الآية وإن كانت واردة في سبب خاص إلا أن العبرة كما يقول المفسرون (بعموم اللفظ لا بخصوص السبب). 

ولفت إلى أن إنزال هذه الآية على السؤال محل الفتوى نقول:إن حدثنا أحد وزعم أن ما حدثنا به مروي عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب علينا ألا نسلم بما قال وإنما كما أمرت الآية يجب التثبت مما نسبه هذا الشخص إلى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي لا نتقول على سيدنا محمد رسول الله صلوات ربي وتسليماته عليه .

ولأن هذا دين والدين يجب أن يحتاط فيه وألا نضيف عليه ما ليس منه وألا نزيد عليه شيئا لأن الله قال عز وجل:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ).

كما أن عصر تدوين الأحاديث قد انتهي منه من أزمان عدة وقعدت قواعده ووضعت الأساسيات التي تجعلنا نحكم على أن هذا الحديث صحيح أو حسن صحيح أو حسن لذاته أوحسن لغيره أو أن هذا حديث ضعيف أو أنه موقوف لم ينته سنده إلى سيدنا محمد رسول الله فيكون أثرا وليس حديثا أو أنه مرسل أو أنه معضل أو أنه مقطوع  أو أنه منقطع  أو أنه مدرج أو  غير ذلك من العلل التي نص عليها المحدثون لمعرفه الصحة من عدمها في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

وبخصوص واقعة السؤال قال: لقد أحلت هذا السؤال على أستاذ متخصص متعمق موثوق في علمه في علم الحديث بل وفي علوم الحديث رواية ودراية أحلت السؤال عليه فاجاب بالجواب التالي: هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا وجود له في دواوين السنه فيما نعلم ونظيره من الخرافات قصه خلع النعل وهي جمع من أصحاب المدائح الشعريه ذكرها عبد الحي اللكنوي وأنكرها في الأثار المرفوعه في الأخبار الموضوعة نعم ما يذكرونه. 

من أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به ليلة المعراج إلى السماوات العلى ووصل إلى العرش المعلى أراد خلع نعليه  أخذا من قوله تعالى لسيدنا موسى حين كلمه: (فاخلع نعليك عليك انك بالواد المقدس طوى). فنودي من العلي الأعلى يامحمد لا تخلع نعليك فإن العرش يتشرف بقدومك متنعلا ويفتخر على غيره متبركا فصعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى العرش وفي قدميه النعلان وحصل له بذلك عز وشان.

وقد ذكر هذه القصة وأدرجها بعضهم في تأليف السنية وأكثر وعاظ زماننا يذكرونها مطولة ومختصرة في مجالسهم الوعظيه وقد نص أحمد المقرئ المالكي في كتابه فتح المتعال في مدح خير النعال والعلامة رضي الدين القزويني، و محمد بن عبد الباقي الزرقاني في شرح المواهب اللدنية على أن هذه القصة موضوعة بتمامها قبح الله واضعها لم يثبت في رواية من روايات المعراج النبوي مع كثرة طرقها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عند ذلك متنعلا ولا ثبت أنه رقى على العرش وإن وصل إلى مقام ودنا من ربه فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فاوحى الى عبده ما أوحى . انتهى كلام الأستاذ العظيم المتخصص.

واختتم: أنا أضيف إلى ما قاله سعادة الأستاذ الدكتور الحديثي فأقول : إن الحديث بمعناه يتعارض مع نصوص عديدة واردة في كتاب الله عز وجل منها قوله تعالى في سوره غافر  :(لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). ومنها قوله تعالى في سوره الانفطار  :(يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ) وتتعارض أيضا مع قول الحق عز وجل : (مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ).

كما أنها تثبت الشركه بين الله وبين سيدنا محمد في حين أن الله الواحد الأحد المتصرف في ملكه المتفرد بذلك وليس لأحد في ملك الله من شيء.

تم نسخ الرابط