لماذا يعتبر الصداع النصفي أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال؟
لقد عرفنا منذ وقت طويل أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بنوبات الصداع النصفي، على الرغم من إنه في مرحلة الطفولة، يُصاب الأولاد والبنات بالصداع النصفي بالتساوي ولكن بعد البلوغ، تزداد احتمالية إصابة النساء بهذه الحالة المُنهكة بمرتين أو 3 مرات.
أظهرت دراسة أسترالية مؤخرًا أن الصداع النصفي قد يكون أكثر شيوعًا مما كنا نعتقد سابقًا، إذ تعاني واحدة من كل 3 نساء من الصداع النصفي.
أكثر من مجرد صداع
الصداع النصفي ليس مجرد صداع شديد، بل هو اضطراب معقد يتسبب في قيام الدماغ بمعالجة المعلومات الحسية بشكل غير طبيعي، وهذا يعني أن "أدمغة الصداع النصفي" قد تواجه صعوبة في معالجة المعلومات من أي من الحواس الخمس:
البصر (مما يؤدي إلى مشاكل في حساسية الضوء والوهج)
الصوت (مما يؤدي إلى حساسية الضوضاء)
الرائحة (بعض الروائح يمكن أن تسبب الصداع)
اللمس (يؤدي إلى ألم في الوجه أو فروة الرأس)
التذوق (يسبب تشوه التذوق والغثيان والقيء).
لماذا تكون النوبات أكثر شيوعًا عند النساء؟
البلوغ هو المرحلة التي يظهر فيها الفرق بين الرجل والمرأة، في هذه المرحلة، يزداد إنتاج الهرمونات الجنسية في أجسامنا بشكل كبير.
غالبًا ما يُفاجأ الناس عندما يعلمون أن كلًا من الرجال والنساء يُنتجون هرمونات الإستروجين والبروجسترون والتستوستيرون، مستويات التستوستيرون أعلى لدى الرجال، بينما لدى النساء مستويات أعلى من الإستروجين والبروجسترون.
ومع ذلك، ليس نوع الهرمون فقط هو الذي يحدث الفارق، بل الطريقة التي تتقلب بها هذه الهرمونات مع مرور الوقت.
بالنسبة للعديد من النساء، هناك لحظات فارقة معينة عندما يميل الصداع النصفي إلى التفاقم بسبب التقلبات الهرمونية البلوغ، والحيض، والحمل، وانقطاع الطمث (الفترة التي تسبق دورتك الشهرية الأخيرة).
على سبيل المثال، تلاحظ بعض النساء نوبات الصداع النصفي كل شهر، وهي مرتبطة بمراحل في دورتهن الشهرية عندما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين.
كيف تؤثر الهرمونات على الدماغ؟
قد تكون النساء المصابات بالصداع النصفي أكثر حساسية للتغيرات الهرمونية، وخاصةً الانخفاض المفاجئ في هرمون الإستروجين، ولكن حتى التغيرات الطفيفة في مستويات الهرمونات قد تسبب نوبات الصداع النصفي.
يمكن لهذه التغيرات الهرمونية أن تُنشّط عمليات دماغية تُحفّز الصداع النصفي، مثل الاكتئاب القشري المنتشر، وهي موجة بطيئة جدًا من النشاط الكهربائي تنتشر في الدماغ، مما يُؤدي إلى تباطؤ عمل بعض المناطق أكثر من غيرها بعد زوالها.
