ساعدي ابنك المراهق يبني روتين صحي ومنظم يليق بطموحاته
 
                            يفتقد بعض الآباء التوازن بين تقديم الدعم ومنح الحرية لمراهقيهم المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
فبين انتظار أن ينضج المراهق تلقائيا، يطمئن الوالد نفسه بأسلوب تحكم مفرط، تضيع فرص بناء استقلالية فعلية.
المراهقون غالبا يرفضون الرقابة المباشرة، ولذلك يحتاجون إلى دعم يمكنهم بدل أن يقيدهم.
نصائح لمساعدة طفلك المراهق على الاستقلال والتنظيم
فيما يلي 10 مبادئ واضحة تساعدك على تحويل نقاط الضعف التنظيمية عند ابنك أو ابنتك إلى مهارات عملية وملموسة:
لا تفترضي أن المشكلة كسل
ما يبدو قلة دافع قد يكون فعلاً عجزاً في التنظيم أو التخطيط. قبل الانتقاد، لاحظي إن كان المراهق يفهم المطلوب لكنه لا يتمكن من تنفيذه. الفهم مختلف عن التطبيق.
علمي المهارات مباشرةً وبوضوح
لا يفترض أن يتعلم المراهق كل شيء «بالمحاكاة». قد يحتاج إلى خطوات منهجية: كيف يخطط لواجب، كيف يقسم مشروعا كبيرا إلى مهام صغيرة، كيف يضبط التذكيرات. درّبيه على خطوات محددة بدلاً من الأوامر العامة.
احترمي رغبته في الاستقلال
اسمحي له بمساحة لاتخاذ قرارات صغيرة (اختيار وقت الدراسة، تنظيم يوم العطلة)، مع الحفاظ على إشراف محدود في الأمور ذات المخاطر العالية. هذا يرسخ حس المسؤولية دون إحباطه.
فرقي بين ما يمكن السماح به وما يستدعي رقابة
بعض الصعوبات يمكن تعويضها بأدوات (قوائم، منبهات، جداول)، بينما مشكلات الانتباه أثناء القيادة أو مواقف السلامة تحتاج رقابة صارمة.
قبمي المخاطر قبل منح حرية جديدة.
ابدئي بالدعم الخارجي ثم انتقلي تدريجياً إلى الاعتماد الذاتي
وفري أدوات مساعدة: جدول مرئي، تطبيق تذكير، تقسيم المهام إلى خطوات. مع الوقت، قللي الدعم بحيث يتحول السلوك المرسوم إلى عادة ذاتية.
استخدمي أساليب تشجيعية لا إقصائية
المراهق يرفض الأوامر القسرية. تفاوضي معه، قدمي خيارات، وركّزي على نقاط قوته لتعزيز التعاون. لغة الدعم والمشاركة أقدر على إحداث تغيير من لغة اللوم.
طابقي المهام مع مستوى النضج الفعلي
لا تطلبي منه ما كان سهلاً عليك في سنه. جزئي المهام بحيث يشعر بالإنجاز المبكر، ثم زيدي التعقيد تدريجياً. المكافآت الصغيرة في البداية تعزّز الالتزام.
قدمي مقدار الدعم المناسب فقط
التدخّل الزائد يمنع التعلم، والتخلي المفاجئ يفضي إلى فشل. ابدئي بفرضية أن المراهق يحتاج مساعدة، ثم قلّليها خطوة خطوة مع مراقبة النتائج وصقل الخطة بحسب الحاجة.
ثابري على الدعم حتى يثبت السلوك
التقدّم قد يكون متقطعاً: يوم نجاح ويوم تراجع. استمري في المرافقة حتى تتبلور العادة. إن شهدت انتكاسات بعد تقليل الدعم، أعيدي خطوة إلى الوراء مؤقتًا وأعيدي البناء ببطء.
لا تقللي الدعم فجأة
كالتدريب على ركوب الدراجة، امسكي «عجلة المساعدة» في البداية، ثم دعيه يقود تدريجيًا بينما توازنين بين الحرية والأمان. هذا أسلوب يعطيه ثقة وقدرة على الاستقلال دون تعريضه للفشل.
أمثلة عملية للتطبيق
قوائم يومية: كتابة ثلاث مهام أساسية فقط في الصباح مع تفعيل منبهات لتقسيم الوقت.
مكافآت صغيرة: نقطة مقابل تنفيذ مهمة كاملة، وتحويل نقاط إلى امتيازات صغيرة.
جلسة يومية قصيرة: 5 دقائق مساءً لمراجعة اليوم بخطوات لا تقيم بل تدعم.
أدوات تقنية: استخدام منبهات، تطبيقات تنظيمية، أو تقويم مرئي على الحائط.
تجربة دورية: السماح بتجربة اتخاذ قرار كبير مرة كل أسبوع مع تقييم مشترك.
 
تنمية المهارات التنظيمية والاعتماد على الذات لدى المراهق ليست مهمة فورية، بل سلسلة من خطوات صغيرة مدروسة: تعليم مباشر، دعم تدريجي، حدود واضحة، واحترام لرغبته بالاستقلال. بالصبر والتدرج والقدرة على التفاوض، يمكن تحويل ضعف الأداء إلى كفاءة وثقة حقيقية دون المساس بالأمان أو العلاقة بينكما.
 
                 
                            
                            
                            
                            
                           