العتبة بثوب جديد.. القاهرة تنهي فوضى الباعة وتطلق سوقًا حضاريًا متكاملًا (صور)
سوق العتبة، في مشهد يجسد عودة أحد أقدم أسواق القاهرة إلى الحياة من جديد، افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، سوق العتبة المطوّر بعد الانتهاء من أعمال التطوير الشاملة التي حولت السوق من منطقة عشوائية مزدحمة إلى مركز تجاري حضاري منظم يليق بتاريخ العتبة ومكانتها في قلب العاصمة.
سوق العتبة المطور
ويمثل المشروع خطوة مهمة ضمن خطة الدولة لتطوير الأسواق التاريخية وإعادة تنظيمها بما يحقق الانضباط ويخدم الباعة والمواطنين على حد سواء، وسط إشادة من التجار بالجهود الحكومية التي أعادت الروح لأشهر ميادين القاهرة.
تسكين الباعة داخل سوق العتبة
بدأت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة، اليوم، أعمال تسكين الباعة داخل سوق العتبة المطوّر الذي افتتحه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحضور وزيرة التنمية المحلية، وذلك في إطار خطة الدولة لتطوير الأسواق التاريخية والعشوائية وتحويلها إلى مراكز حضارية منظمة.

مشروع تطوير سوق العتبة
ومن جانبه أكدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة ، أن مشروع تطوير سوق العتبة بمحافظة القاهرة يأتى تنفيذاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، وتكليفات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بالارتقاء بالمناطق التاريخية وتنظيم الحركة التجارية في الأسواق العشوائية، بما يسهم في دمج الأنشطة غير الرسمية داخل الاقتصاد الرسمي وتحسين جودة الحياة في قلب القاهرة.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن تكلفة المرحلة الأولي للمشروع بلغت حوالى ٥٠ مليون جنيه، بخلاف تكلفة أعمال المرافق، وذلك بتمويل من وزارة التنمية المحلية ، مشيدة بالدعم الذى قدمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية " الهابيتات " وجهود محافظة القاهرة للانتهاء من هذا المشروع المهم .

إعادة إحياء المناطق التاريخية
وشددت الدكتورة منال عوض على حرص الدولة المصرية على إعادة إحياء المناطق التاريخية وتنظيم الحركة التجارية في الأسواق العشوائية، وتحويلها إلى مراكز حضارية وتجارية منظمة تواكب متطلبات التنمية العمرانية المستدامة، مع الحفاظ على الطابع التراثي والمعماري المميز للمنطقة.
وأوضحت وزيرة التنمية المحلية أن مشروع تطوير سوق العتبة يستهدف تهيئة بيئة تجارية آمنة وحضارية تدعم دمج الأنشطة غير الرسمية في الاقتصاد الرسمي، فضلًا عن رفع القيمة الاقتصادية والاستثمارية لوسط القاهرة، بما يتوافق مع "رؤية مصر 2030"، وتحسين جودة الحياة في قلب القاهرة.

وأشارت الدكتورة منال عوض إلى أن المرحلة الأولى من تطوير سوق العتبة شملت تطوير ثلاثة شوارع رئيسية هي شارع الجوهري ويوسف نجيب وامتداد بإجمالي أطوال ٣٢١ مترًا، مع مراعاة ترك ممر رئيسي بعرض ٤ أمتار لتيسير حركة سيارات الطوارئ والمشاة، كما تم تحسين واجهات ١٠٥ محلات تجارية، وترميم ورفع كفاءة ٤ عقارات ذات طراز معماري متميز، وتجديد ١١ عقارًا مطلًا على السوق.
وأضافت وزيرة التنمية المحلية أنه تم الانتهاء من تنفيذ شبكات المرافق بنسبة ١٠٠٪، وتشمل الصرف الصحي والمياه والكهرباء والاتصالات، إلى جانب تنفيذ أعمال التطوير بنسبة ١٠٠٪، والتي تضمنت رصف الأرضيات بالإنترلوك، وتركيب مظلات مقاومة للحريق تسمح بالإضاءة الطبيعية، وإضاءة حديثة تبرز الطابع الجمالي للمكان، وتصميم واجهات و لافتات المحلات بخامات عالية الجودة مثل الكلادينج والسيمنت بورد، ودهان الأبواب، وتوريد الترابيزات المخصصة للباعة، وتركيب منظومة متكاملة لكاميرات المراقبة لتعزيز الأمن والسلامة داخل السوق.
سوق العتبة نموذجًا حضاريًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة
وأوضحت الدكتورة منال عوض أنه خلال التنفيذ، تم التنسيق الكامل مع التجار وأصحاب المحلات وممثلي المستفيدين للوصول إلى تصميمات تراعي متطلباتهم وتوفر بيئة عمل منظمة وآمنة، مع الحفاظ على الهوية التاريخية للمكان ، حيث يستفيد من المشروع ٤٧٣ من المستفيدين، ليُعد سوق العتبة بعد تطويره نموذجًا حضاريًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويعيد الحياة إلى أحد رموز القاهرة التجارية العريقة، ويجسد رؤية الدولة نحو مدن أكثر تنظيمًا وحضارية.

وأكدت وزيرة التنمية المحلية على أن الوزارة سوف تتابع مع محافظة القاهرة سير العمل فى المشروع بعد الانتهاء من التطوير وتسليم الباعة للترابيزات المخصصة لهم للعمل، كما سيتم دراسة بعض المقترحات الخاصة باستكمال مراحل التطوير لعدد من الشوارع الموجودة بالمنطقة .
إعادة تنظيم المناطق التجارية العشوائية
وقال الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، إن عملية التسكين تشمل 473 بائعًا تم حصرهم مسبقًا، مشيرًا إلى أن مشروع تطوير السوق يأتي ضمن جهود الدولة لإعادة تنظيم المناطق التجارية العشوائية وتحسين بيئة العمل والمعيشة للباعة والمواطنين على حد سواء.
وأوضح صابر أن أعمال التطوير نُفذت وفقًا للنموذج الذي أقرته وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات)، وبالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري، لتقديم نموذج عمراني وتجاري يوازن بين الطابع التاريخي للمنطقة ومتطلبات التنظيم الحديث.
وأكد المحافظ أن سوق العتبة المطوّر يمثل خطوة مهمة نحو إعادة إحياء الأسواق القديمة في القاهرة التاريخية، وتوفير بيئة آمنة ونظيفة للباعة والمترددين، لافتًا إلى أن التجربة تعد نموذجًا يمكن تعميمه في شوارع وأسواق أخرى بالعاصمة خلال الفترة المقبلة.

معلومات عن سوق العتبة بعد تطويره
يُعد من أقدم وأشهر الأسواق الشعبية والتجارية في القاهرة، ويقع في قلب العاصمة بالقرب من ميدان العتبة الخضراء.
نشأ السوق في القرن الـ19 وكان يُعتبر مركزاً رئيسياً للتجارة في مصر حيث تجمع فيه التجار من مختلف المحافظات لبيع السلع بأسعار تنافسية.
يتميز بتنوع منتجاته التي تشمل الملابس، الأدوات المنزلية، الأجهزة الكهربائية، التحف، والمستلزمات النسائية.
السوق جزء من منطقة تجارية تضم أيضاً أسواق الشارع الجديد، الموسكي، والحمزاوي، التي تعد قلب التجارة الشعبية في القاهرة.
أطلقت محافظة القاهرة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) مشروعًا لتطوير سوق العتبة.
تم إنشاء سوق مطور جديد يضم أكثر من 470 باعة تم حصرهم ونقلهم إلى أماكن منظمة داخل السوق الجديد.
تصميم السوق جاء وفق نموذج حضاري حديث يراعي معايير الأمان والسلامة، مع توفير أنظمة مكافحة الحريق، وإنارة موفرة للطاقة، وممرات آمنة للمتسوقين.
السوق يضم محال تجارية مجهزة بالكامل، ومناطق خدمية، ودورات مياه، ونظام صرف صحي حديث.