في مشهد أثار ضحك المراقبين أكثر مما أثار قلق لجنة الأمن القومي الإسرائيلية، تحولت الجلسة الأخيرة إلى فوضى سياسية كاملة، بعدما اتهم الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير عدداً من عضوات الكنيست بأنهن “ناطقات باسم حماس”، لترد عليه إحداهن برد سيُخلّد في التاريخ البرلماني:
“أمك هي ناطقة حماس.”
الموقف الذي وقع داخل اللجنة المعنية أصلاً بـ“الأمن القومي” كشف أن الخطر الحقيقي على إسرائيل ليس خارجيًا كما يُروَّج، بل داخلي، وينبع من فم بن غفير نفسه، الذي يبدو أنه يعتبر “اتهام الناس بالانتماء لحماس” نوعاً من الدفاع الوطني.
الجلسة، التي بدأت بنقاش حول قضايا أمنية حساسة، تحولت خلال دقائق إلى معركة لغوية ساخنة.
رئيس اللجنة حاول استخدام المطرقة لإعادة النظام، لكن الموقف كان قد تجاوز الأدوات التقليدية؛ إذ تحولت المطرقة إلى شاهد صامت على أول مواجهة برلمانية تُستخدم فيها الجملة التاريخية:
“أمك هي ناطقة حماس.”
هنا، وبحسب شهود العيان، تجمّد بن غفير في مكانه لثوانٍ وهو يحاول استيعاب أن السهم الذي أطلقه قد ارتد نحوه بسرعة تفوق سرعة الصوت.
تشير بعض التسريبات إلى أنه تمتم بعدها بارتباك قائلاً:
“ماذا؟ أمي؟ من حماس؟!”
تضاربت الأقوال حول ردة فعله التالية؛ فهناك من قال إنه أخرج هاتفه ليتأكد من حساب والدته على فيسبوك، وآخرون أكدوا أنه اتصل بمكتب الأمن الداخلي يسأل ما إذا كان هناك “ملف قديم باسم أم غفير”.
وفي كل الأحوال، ساد صمت غريب في القاعة لم يُكسره سوى ضحكة مكبوتة من أحد المساعدين.
أحد النواب علّق على الحادثة لاحقًا قائلًا:
“لم أرَ في حياتي وزيرًا يتحقق من هوية والدته الأمنية أثناء اجتماع رسمي.”
الواقعة الأخيرة لم تكن مجرد مشادة كلامية داخل الكنيست، بل لحظة نادرة كشفت حجم الارتباك الذي يعيشه المشهد السياسي الإسرائيلي.
ومع بن غفير في المشهد، يبدو أن إسرائيل باتت بحاجة ماسة إلى لجنة جديدة… ليست للأمن القومي، بل للأمن النفسي.