عاجل

رئيس «دينية الشيوخ»: الرسالات السماوية عُنيَت في المقام الأول ببناء الإنسان

رئيس دينية الشيوخ
رئيس دينية الشيوخ

شهد الدكتور شوقي علام رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ ومفتي الجمهورية السابق، فعاليات المؤتمر العلمي الدولي السادس لكلية الشريعة والقانون بطنطا، والذي تنظمه الكلية تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وتحت عنوان «التقنيات المعاصرة ودورها في بناء المجتمع في ضوء المبادرة الرئاسية لبناء الشخصية المصرية»، بحضور لفيف من قيادات الأزهر الشريف وعلمائه وأساتذته.

افتتاح المؤتمر العلمي الدولي السادس لكلية الشريعة والقانون بطنطا

وقد ألقى كلمة في إفتتاح المؤتمر، تناول خلالها جهود الدولة لبناء الإنسان المصري وتطويره، كونه ركيزة الحضارة ومناط النهضة والتنمية، مؤكدًا أن الرسالات السماوية جميعًا عُنيَت في المقام الأول ببناء الإنسان وتطويره، وأولت الشريعة المحمدية عناية بالغة بهذا البناء. وأكد «علام» أن المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان جاءت لندرك إدراكًا عميقًا بأن التنمية الشاملة المنشودة لن تتحقق إلا بالاستثمار الجاد في بناء الإنسان المصري صحيًا وتعليميًا وثقافيًا واجتماعيً، وربطت هذه الرؤية الوطنية الثاقبة ربطًا وثيقًا بين استخدام التقنيات المتطورة وبين بناء الإنسان المصري الواعي القادر على النهوض بوطنه في ظل معطيات العصر. 

وأضاف القول بأننا قد شهدنا في العقود الأخيرة تحولًا تقنيًا مذهلًا غيّر أوجه الحياة كافّة، حتى غدت التقنيات الرقمية الحديثة محورًا أساسيًا في نهضة المجتمعات.

وقال: إن هذا التحول التقني المعاصر ليس مجرد تطور مادي، بل هو تحول حضاري وإنساني ينبغي ضبط مساره بضوابط الشرع الحنيف والقانون الرشيد ليصبح وسيلة للبناء والنهضة . ولا شك أن التقنيات المعاصرة سلاحٌ ذو حدين؛ فهي تفتح آفاقًا واسعة لتعزيز التنمية والمعرفة والتواصل، لكنها في الوقت ذاته تفرض تحديات أخلاقية واجتماعية تستلزم منا الوعي والحكمة في التعامل معها.

وأكد أن الشعوب لا تنتصر في معارك التنمية والتكنولوجيا بمجرد النوايا الحسنة، وإنما تنتصر حين تمتلك أسباب التفوق الحقيقية من علمٍ وإعدادٍ وكفاءةٍ وانضباط. لذا، فعلينا أن نعد العدة علميًّا ومعرفيًّا لنخوض غمار الثورة التقنية المعاصرة بما يحقق مصالح مجتمعاتنا ويحفظ هويتنا وقيمنا.

وأضاف القول بأننا اليوم أمام مسؤولية جسيمة وأمانة علمية نؤديها تجاه أمتنا؛ فنحن مطالبون بتسخير معطيات التقنية الحديثة وتسخيرها في بناء مجتمعنا بناءً رشيدًا يوازن بين التطور المادي والازدهار الروحي والأخلاقي. 

وقال: إني على ثقة بأن هذا المؤتمر العلمي، بما يضمُّه من عقول نيِّرة وخبرات واسعة، سيخرج بتوصيات عملية تسهم في تعزيز الوعي بأهمية الاستخدام الرشيد للتقنيات الحديثة، ودعم مؤسسات الدولة في جهودها لبناء الإنسان المصري على أسس العلم والأخلاق والانتماء الوطني.

واختتم: فلنكن جميعًا على قدر هذه المسؤولية، ولنجعل من هذا الجمع العلمي نقطة انطلاق لمبادرات ومشاريع تستثمر التكنولوجيا في نهضة وطننا الحبيب، وتحمي في الوقت ذاته هويتنا القيمية الأصيلة.

تم نسخ الرابط