ما لا يخبرك به أحد.. التوقعات المجتمعية وتكوين شخصية الطفل
يعيش الأطفال منذ نعومة أظافرهم في بيئة مليئة بالتوقعات الاجتماعية من المدرسة، والأسرة، والأصدقاء، وحتى وسائل الإعلام.
هذه التوقعات قد تكون إيجابية، مثل تشجيع التفوق الدراسي أو تنمية المهارات، لكنها في كثير من الأحيان تتحوّل إلى ضغط نفسي يعيق نمو الطفل ويشكل تحديًا أمام تكوين شخصيته المستقلة.
كيف تؤثر التوقعات المجتمعية على الطفل؟
إليك أهم العناصر التي توضّح كيف يمكن للضغط المجتمعي أن يشكل شخصية الطفل، وأبرز الاستراتيجيات لمساعدته على مواجهته بثقة ووعي:
الضغط على الأداء
عندما يُقارن الطفل باستمرار بأقرانه أو يُطلب منه تحقيق إنجازات معينة، قد يشعر بالعجز أو القلق المستمر. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى تراجع الثقة بالنفس، وتجنب التجارب الجديدة، والخوف من الفشل.
تشكيل صورة غير واقعية عن الذات
يحاول الطفل أحيانًا تلبية توقعات الآخرين على حساب رغباته وميوله؛ ما يؤدي إلى فقدان الاتصال بذاته الحقيقية.
مع الوقت، قد يشعر بالارتباك بين ما يريد فعله وما يطلب منه؛ ما يؤثر على اتخاذ قراراته المستقبلية.
تأثير التوقعات على الصحة النفسية
الضغط المستمر للتوافق مع معايير المجتمع يمكن أن يسبب توترًا وقلقًا مستمرين، وحتى اكتئابًا في حالات معينة. الأطفال الذين يواجهون هذا النوع من الضغط يحتاجون إلى دعم نفسي مستمر للتعامل مع المشاعر السلبية.
استراتيجيات لمساعدة الطفل
كأم يمكنك مساعدة طفلك على مواجهة الضغط المجتمعي عبر:
تشجيع التعبير عن الذات
امنحي الطفل مساحة للتعبير عن آرائه ومشاعره دون خوف من النقد.
اسأليه عن اهتماماته، هواياته، وأحلامه، واعملي على تعزيزها.
تعليم الطفل التفكير النقدي
ساعدي الطفل على تقييم التوقعات وفهم أنها ليست دائمًا معيارًا للنجاح أو السعادة. علميه تمييز ما هو مهم بالنسبة له وما هو مجرد ضغط خارجي.
وضع حدود صحية
من المهم أن يعرف الطفل أن ليس كل ما يطلبه المجتمع أو المدرسة يجب أن يُطبق بحذافيره. الحدود الصحية تساعده على حماية نفسه نفسياً وعدم الانغماس في مقارنة لا تنتهي.
تعزيز الثقة بالنفس
الاهتمام بالإنجازات الصغيرة، والمدح الحقيقي، والاحتفال بالمجهود الفردي، كلها أدوات تساعد الطفل على بناء صورة إيجابية عن ذاته بعيدًا عن معايير الآخرين.
التواصل المستمر والداعم
الحوار المفتوح مع الوالدين والمعلمين يوفّر للطفل شبكة أمان تمكنه من مواجهة التحديات الخارجية بثقة ووعي.
التوقعات المجتمعية جزء لا مفر منه من حياة الطفل، لكن الطريقة التي يتعلم بها التعامل معها تحدد تأثيرها على نموه الشخصي والنفسي.
الأم أو الأب الحكيم لا يحدّ من تطلعات الطفل، بل يوجّهه ليختار مساره بثقة، بعيدًا عن قيود التوقعات المفرطة.