00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

كيف يؤدي السهر إلى تراجع القدرات الذهنية وتغير المزاج؟

السهر لوقت متأخر
السهر لوقت متأخر

يعتبر السهر لما بعد منتصف الليل روتين للكثيرين، سواء كان ذلك لإنهاء العمل، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة المسلسلات وغيرها، ويبدو السهر في وقت متأخر من الليل أمر غير ضار، ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الدماغ البشري ليس مصمم بطبيعته لهذه الساعات من النشاط، حتى لو كنت تشعر باليقظة، فإن عقلك وجسمك يكافحان بهدوء للتأقلم مع اضطراب إيقاعاتهما الطبيعية، مما يؤدي إلى ضعف التركيز، واختلال المزاج، وضعف المناعة، ومخاطر طويلة المدى على صحة القلب والأوعية الدموية والأيض، وفقا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".


ووفقا لدراسة نشرت في مجلة Frontiers in Network Physiology، بعنوان "تأثير العقل بعد منتصف الليل"، حيث وجد الباحثون أن الوظائف الإدراكية، وتنظيم المشاعر، واتخاذ القرارات، تتدهور جميعها خلال اليقظة في وقت متأخر من الليل، وتتعطل الإيقاعات اليومية، التي تُهيئ الجسم والدماغ طبيعيًا للراحة، مما يؤدي إلى زيادة الاندفاعية، وضعف التحكم في المشاعر، وبطء المعالجة العقلية، وتؤكد الدراسة أن حتى التحولات الصغيرة بعد منتصف الليل يمكن أن تؤثر بشكل ملموس على وظائف الدماغ وسلوكه.

كيف يؤثر السهر بعد منتصف الليل على العقل البشري؟
 

توجه الإيقاعات اليومية كل جانب تقريبًا من جوانب حياتنا، من دورات النوم إلى إنتاج الهرمونات، وعندما تسهر بعد منتصف الليل، يدخل دماغك في حالة لم يكن مستعدًا لها على النحو الأمثل، وتصبح الخلايا العصبية أقل كفاءة في معالجة المعلومات، ويتغير تنظيم النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والنتيجة هي عقل أبطأ في الاستجابة، وأكثر انفعالًا عاطفيًا، وأكثر عرضة للأخطاء.

وتشير الأبحاث إلى أن هذه التأثيرات متسقة بين مختلف الفئات السكانية، وغالبًا ما يبلغ الأفراد الذين يستيقظون متأخرًا عن موعدهم عن مزاج سلبي، وقلة في التركيز، وسلوكيات اندفاعية لا يختبرونها خلال ساعات النهار، إن الجمع بين الإرهاق الذهني واختلال إشارات الساعة البيولوجية يجعل السهر بعد منتصف الليل مُرهقًا للغاية للعقل البشري.

ضعف الإدراك الناتج عن اليقظة في وقت متأخر من الليل



يعد الحرمان من النوم أحد أكثر العواقب المباشرة للبقاء مستيقظًا بعد منتصف الليل، وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة Frontiers in Neuroscience أن قلة النوم تُطيل زمن استجابة P300 وتزيد من زمن رد الفعل، مما يشير إلى بطء في المعالجة المعرفية، وتصبح المهام التي تتطلب التركيز والذاكرة واتخاذ القرارات التنفيذية معرضة للخطر، حتى لدى الأشخاص الذين يشعرون باليقظة الذاتية.

علاوة على ذلك، قد يُؤدي السهر المُزمن في وقت متأخر من الليل إلى زعزعة اليقظة، مما يؤثر على الأداء المهني والحياة اليومية، وقد يعاني البعض من صعوبات في التركيز، والنسيان، وغيرها، لأن العقل البشري مصمم ليعمل على النحو الأمثل ضمن الإيقاع الطبيعي للراحة الليلية، وتجاوز هذا الإيقاع له ثمن.

العواقب العاطفية للبقاء مستيقظًا بعد منتصف الليل

 

إلى جانب التأثيرات المعرفية، فإن السهر قد يؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية، وتظهر الدراسات أن تنظيم الدماغ للعواطف يتضاءل أثناء الليل، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للانفعال والقلق وسوء المزاج، وقد لاحظت دراسة نشرت في مجلة أبحاث الطب النفسي ذروة في التأثير السلبي خلال ساعات الليل المتأخرة، مما قد تساعد في تفسير العلاقة بين الآرق والاكتئاب وهنا يبدو العقل البشري ليس أبطأ فحسب  بل أكثر حساسية عاطفية بعد منتصف الليل هذه التغيرات الطفيفة قد تؤثر على التفاعلات الاجتماعية، واتخاذ القرارات والصحة النفسية بشكل عام، مما يُسبب سلسلة من العواقب تتجاوز مجرد التعب.

المخاطر طويلة الأمد للسهر المزمن في وقت متأخر من الليل



قد يؤدي السهر المتكرر بعد منتصف الليل إلى عواقب وخيمة، وقد رابط الآرق المزمن وأنماط النوم غير المنتظمة بتسارع شيخوخة الدماغ، حيث أظهرت دراسة نشرت في مجلة علم الأعصاب أن البالغين الذين يعانون من حرمان طويل من النوم أظهروا علامات تدهور إدراكي وزيادة خطر الإصابة بالخرف، كما سلطت الدراسة الضوء على تغيرات في سلامة المادة البيضاء وزيادة تراكم لويحات الأميلويد، المرتبطة بمرض الزهايمر، لذلك فإن الحفاظ على أنماط نوم منتظمة وتجنب السهر أمر بالغ الأهمية لحماية الصحة الإدراكية على المدى الطويل، حيث يحتاج العقل البشري إلى الراحة ليلًا لتقوية الذاكرة، وتنظيم العواطف، وإصلاح تلف الخلايا.

. استراتيجيات لمنع إلحاق الضرر بعقلك بسبب البقاء مستيقظًا بعد منتصف الليل:
 


حافظ على جدول نوم ثابت: اذهب إلى السرير واستيقظ في نفس الوقت يوميًا لتثبيت الإيقاعات اليومية.
امتنع عن استخدام الموبايل قبل النوم: حيث أن الضوء الأزرق المنبعث من الموبايل يمنع إنتاج الميلاتونين ويمكن أن يؤخر بدء النوم.
إنشاء بيئة مريحة: حافظ على غرفة نومك باردة ومظلمة وهادئة.
تجنب المنبهات في وقت متأخر من الليل: مثل مشروبات الكافيين وكذلك التدخين والأطعمة السكرية التي يمكن أن تبقي العقل نشطًا.
مارس روتينًا مريحًا قبل النوم: مثل القراءة أو التأمل أو التمدد اللطيف لإرسال إشارات إلى المخ بأنه قد حان وقت الراحة.

تم نسخ الرابط