عاجل

هل آمنة أم الرسول في النار.. ولماذا لم يأذن ربنا لسيدنا محمد أن يستغفر لها؟

السيدة آمنة
السيدة آمنة

لماذا لم يأذن ربنا لسيدنا محمد أن يستغفر لأمه؟، سؤال يقف أمامه الكثيرون طويلًا خاصة في ظل من يرمي أبوي النبي صلى الله عليه وسلم بالكفر وأنهما من أهل النار، بينما يذهب أهل السنة والجماعة أنهما من أهل الجنة، وفي السطور التالية نوضح.

لماذا لم يأذن ربنا لسيدنا محمد أن يستغفر لأمه؟

يقول النبي صلى الله عليه وسلم «استأذنت ربي في أن أزور قبر أمي فأذن لي، واستأذنت ربي في أن استغفر لأمي فلم يأذن لي»، فلماذا لم  يأذن ربنا لسيدنا محمد أن يستغفر لأمه؟، وفي شرح الحديث يقول الدكتور أحمد البصيلي عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر:  إن الاستغفار معناه إن فيه مخالفة، مشددًا: «والله إن السيدة آمنة مظلومة معانا.. دي أم النبي».

وتابع: «استغفار يعني فيه مخالفة، ومخالفة يعني في قانون هي خالفته، فبنص هذا القانون حكمنا عليها أنها خالفت وهذه المخالفة تستوجب استغفارا، طيب مفيش قانون أصلًا، لأن السيدة آمنة كانت من أهل الفترة ولم يرسل إليهم رسول. قال الله لسيدنا محمد: « لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ».

وأكد «البصيلي» أن السيدة آمنة لم تخاطب بقانون السماء، ولم يرسل لها ربك رسولا. ولم تخاطب بقانون الوحي، فكيف نحكم عليها أنها خالفت فتحتاج إلى استغفار؟!»، مضيفًا : «فتخفيفا من الله؛ وطمأنة من الله؛ وتشريفا من الله؛ وتعظيما من الله لمقام حضرة سيدنا محمد كأن الله يريد أن يقول لسيدنا محمد هون على نفسك يا حبيبي فإن آمنة عندي صديقة لم تقترف جناية ولم ترتكب مخالفة فلا تستغفر لها فهون على نفسك». 

وأكمل: « هذا الحديث جاء في معرض المدح للسيدة آمنة، إخواننا البعدا بيستخدموه الآن ضد السيدة آمنة وهو أصلا سيدنا النبي بيمدح فيه السيدة آمنة. كما قال سيدنا محمد: أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى ورؤيا أمي فقد رأت حين حملت بي نورًا أضاء لها قصور الشام يعني تخيل لما سيدنا النبي يحط أم السيدة آمنة مع سيدنا إبراهيم ومع سيدنا عيسى.. معناها ايه؟ معناها أن السيدة آمنة هي أشرف أم عرفتها البشرية، لأنها حملت باشرف موجود عرفه الوجود.

تفسير الآية 46 من سورة القصص

ذكر الطبري في تفسيره الآية 46 من سورة القصص: وقوله: ( لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ) يقول تعالى ذكره: ولكن أرسلناك بهذا الكتاب وهذا الدين لتنذر قوما لم يأتهم من قبلك نذير, وهم العرب الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , بعثه الله إليهم رحمة لينذرهم بأسه على عبادتهم الأصنام, وإشراكهم به الأوثان والأنداد.

وقوله: ( لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) يقول: ليتذكروا خطأ ما هم عليه مقيمون من كفرهم بربهم, فينيبوا إلى الإقرار لله بالوحدانية, وإفراده بالعبادة دون كلّ ما سواه من الآلهة.

القول في نجاة السيدة آمنة أم سيدنا النبي

وقد أَوْلت الشريعة الإسلامية مزيد شرف ورعاية، وعظيم اعتناء واصطفاء لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجميع آله وأصحابه، وأوْلى الآل بذلك والِدَا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين؛ لأن شرفَهما شرفٌ نبوي، ولنور النبوة مُستودَعَيْن، ولأن لفظ الآل يدل في اللغة على المآل، سواء في البدء والمنتهى؛ بحيث يشمل مَن يؤول إليهم المرء ويؤولون إليه؛ كما في "مقاييس اللغة" لابن فارس.

فصار أحقُّ مَن يوصف بهذا المعنى مَن آلُوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أهل العباء، ومَن آل إليهم من الأمهات والآباء، فتكون السيدة آمنة بنت وهب من آله لغةً؛ لأنه يؤول إليها نسبًا، بل هو بُضعتها، وشرعًا لكونها من بني عبد مناف، وقد ذكر غيرُ واحدٍ من الفقهاء أن آل بيت النبي هم بنو عبد مناف؛ كما في "مسائل ابن رشد".

والسيدة آمنة بنت وهب أمُّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المحكوم بنجاتهم واصطفائهم، وهذا كله يُثبت إيمانها، وقد أفرد في الترجمة لها والتعريف بمناقبها وفضائلها علماء الأمة ومحققوها المؤلفات والرسائل الخاصة، منها: "الثغور الباسمة في مناقب السيدة آمنة"، و"الفوائد الكامنة في إيمان السيدة آمنة" للإمام السيوطي، و"البهجة السنية في بعض فضايل السيدة آمنة القرشية" للعلامة يحيى بن محمد العطار (كان حيًّا 1243هـ).. وغير ذلك من المؤلفات قديمًا وحديثًا.

ومن الأدلة على ذلك: قول الله تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ [الشعراء: 219]، وقوله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل: 59].

تم نسخ الرابط