عاجل

الفضة تتراجع عالميًا بعد مكاسب تاريخية... وتصحيح يمهد لجولة صعود جديدة

الفضة
الفضة

تراجعت أسعار الفضة في الأسواق العالمية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لتكسر موجة مكاسب استمرت تسعة أسابيع متتالية، أوصلت المعدن الأبيض إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من أربعة عقود. 

وجاء هذا التراجع نتيجة لارتفاع الدولار الأمريكي وعمليات جني الأرباح، إلى جانب تحسن شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر، بحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن للأبحاث».

وأوضح التقرير أن سعر أوقية الفضة انخفض إلى نحو 49 دولارًا بعد أن لامس مستوى 55 دولارًا في منتصف أكتوبر، مدفوعًا بتغيرات مفاجئة في اتجاهات السوق، حيث تزايدت التوقعات بتوصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري جديد عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما عزز التفاؤل في الأسواق ودعم صعود الأسهم والسلع الدورية على حساب المعادن الثمينة.

وأشار المركز إلى اضطرابات عميقة في سوق الإمدادات العالمية للفضة، مع تراجع مخزونات لندن المتاحة للتسليم إلى نحو 125 مليون أوقية فقط، مقابل 305 ملايين أوقية قبل عامين، وسحب أكثر من 29 مليون أوقية من مستودعات كومكس الأمريكية خلال أسبوعين، وهو ما يعكس أزمة عرض متفاقمة. ويرتبط ذلك بازدياد الطلب الصناعي، خصوصًا في قطاع الطاقة الشمسية الذي أصبح المحرك الأكبر لاستهلاك الفضة عالميًا، مع تجاوز الطلب للمعروض بأكثر من 678 مليون أوقية منذ عام 2021، بحسب معهد الفضة العالمي.

وأكد التقرير أن الهبوط الأخير لا يمثل تحولًا في الاتجاه العام، بل يُعد «تصحيحًا صحيًا» بعد ارتفاعات تجاوزت 45% في فترة قصيرة، مشيرًا إلى أن العوامل الداعمة للصعود ما تزال قائمة، وفي مقدمتها نقص الإمدادات، والتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، وتزايد الطلب الاستثماري على المعادن الثمينة في ظل سياسات نقدية تميل إلى التيسير.

ويرى التقرير أن تخفيض الفائدة الأمريكية المحتمل بنهاية العام، واستمرار الغموض الجيوسياسي العالمي، سيعززان جاذبية الفضة والذهب كملاذين آمنين. كما رجّح أن تدخل السوق مرحلة تماسك مؤقتة قبل انطلاق موجة صعود جديدة مع بداية عام 2026، مدفوعة بأزمة الإمدادات وتنامي الطلب الصناعي والضغوط الجيوسياسية.

تم نسخ الرابط