رسميًا.. حزب العمال الكردستاني يعلن انسحاب جميع قواته من تركيا

أعلن حزب العمال الكردستاني، الأحد، انسحاب جميع قواته بشكل كامل من تركيا وشمال كردستان، واصفا الخطوة بالخطوة المهمة التي تهدف إلى تسهيل خطوة أخرى في عملية السلام الجديدة.

وأعلنت الحركة في بيان أنها سحبت كل قواتها من المناطق المحددة، في إطار مبادرة لدفع عملية السلام المتجددة، وذلك لدفع عملية السلام والمجتمع الديمقراطي إلى مرحلتها الثانية"، حسبما ذكرت وكالة أنباء الفرات التابعة لحزب العمال الكردستاني، التي نشرت بيانا من المجموعة. 

المناطق التي ستنسحب منها الحركة 

جاء هذا الإعلان، الأحد، خلال مؤتمر صحفي حضره 25 عضوا من حزب العمال الكردستاني وقيادات بارزة، وخلاله، أُعلن المناطق التي ستنسحب منها الحركة تشمل مناطق الدفاع المشروع جبل قنديل في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، حيث يقع مقر حزب العمال الكردستاني. 

وجاء في بيان حزب العمال الكردستاني: "إن هذه الخطوات التاريخية التي اتخذها الجانب الكردي، بقيادة الزعيم عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني، أثرت بشكل عميق على المشهد السياسي والاجتماعي في تركيا، وكشفت عن روح وإرادة جديدة نحو السلام والديمقراطية". 

واستندت الحركة في قرارها سحب جميع القوات من تركيا إلى "اتخاذ خطوات عملية ومبتكرة جديدة للقضاء على التهديدات المتزايدة الخطورة التي تواجه تركيا والأكراد، ووضع الأساس لحياة حرة وديمقراطية وأخوية لقرون قادمة، ودفع عملية السلام والمجتمع الديمقراطي إلى المرحلة الثانية". 

وأكد حزب العمال الكردستاني مجددا تصميمه على تنفيذ عملية السلام ودعا أنقرة إلى القيام بنفس الشيء. 

وتأتي هذه الخطوة بعد أن ذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب العمال الكردستاني في وقت سابق من الأسبوع أن المجموعة ستتخذ "خطوة تاريخية أخرى" بما يتماشى مع عملية السلام الجارية مع الدولة التركية. 

صفقة حزب العمال الكردستاني مع تركيا

عقد حزب العمال الكردستاني مؤتمرا تاريخيا في إقليم كردستان في شهر مايو الماضي، حيث قررت المجموعة حل نفسها ونزع سلاحها بناء على دعوة زعيمها المسجون أوجلان، منهية بذلك حملة مسلحة استمرت أربعة عقود ضد تركيا أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، وفي يوليو الماضي، أحرق العشرات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني أسلحتهم في حفل رمزي لنزع السلاح في محافظة السليمانية بإقليم كردستان. 

قال الحزب: "يجب اعتماد قانون العفو الخاص بحزب العمال الكردستاني كأساس، وللمشاركة في السياسة الديموقراطية يجب إصدار القوانين المتعلقة بالحريات اللازمة والاندماج الديموقراطي فورا".

وقد أدى نزع السلاح إلى انطلاق ما يعرف الآن باسم "عملية السلام بين حزب العمال الكردستاني وتركيا"، وتم تشكيل لجنة برلمانية بمشاركة جميع الأحزاب السياسية لتنفيذ التدابير القانونية والسياسية لهذه العملية. 

من المقرر أن تلتقي لجنة من حزب الديمقراطية، الوسيط الرئيسي في محادثات السلام، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قريبًا، وقد سبق للوفد أن التقى أردوغان مرتين منذ بدء محادثات السلام.

حزب العمال الكردستاني

تأسس حزب العمال الكردستاني عام ١٩٧٨، وبدأ كحركة من أجل استقلال الأكراد، لكنه حوّل جهوده لاحقًا نحو نيل الحقوق السياسية والثقافية للأكراد في تركيا، وتُصنّف أنقرة والعديد من الحكومات الغربية الحزب كمنظمة إرهابية.