جميل عفيفي: مصر أفشلت محاولات توريطها وتشويهها منذ بداية حرب غزة
قال جميل عفيفي مدير تحرير جريدة الأهرام، إن ما جرى منذ السابع من أكتوبر كان يستهدف في جوهره إبعاد مصر عن المشهد الإقليمي وتوريطها في الأزمة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هناك خطة واضحة حاولت بعض الجهات تنفيذها لتشويه صورة الدولة المصرية والترويج لمزاعم حول موافقتها على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
الادعاءات كانت جزءًا من محاولات منظمة لتصوير مصر كطرف متواطئ
وأوضح جميل، خلال حديثه لبرنامج الساعة 6 المذاع على قناة الحياة، أن هذه الادعاءات كانت جزءًا من محاولات منظمة لتصوير مصر كطرف متواطئ، لافتاً إلى أن القاهرة واجهت تلك الأكاذيب بمواقف حاسمة وإدارة أزمة على أعلى مستوى من الانضباط والوعي الاستراتيجي.
وأشار إلى أن الدولة المصرية كانت مدركة منذ سنوات لاحتمال تعرضها لضغوط تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، مؤكدًا أنه درس هذا السيناريو بنفسه قبل نحو عشرين عامًا داخل الأكاديمية العسكرية المصرية، وهو ما يعكس استشراف الدولة للمستقبل واستعدادها المسبق لمواجهة أي تهديد لأمنها القومي.
ونوه إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن منذ اليوم الأول رفضه القاطع للتهجير أو لتصفية القضية الفلسطينية، موضحًا أن الرئيس أكد موقفه هذا بوضوح خلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي آنذاك، وأعاد التأكيد عليه في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني.
السيسي وضع خط أحمر واضحًا أمام أي محاولة للمساس بالقضية الفلسطينية
وأكد جميل أن الرئيس السيسي وضع خط أحمر واضحًا أمام أي محاولة للمساس بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى ما قاله الرئيس نصًا: "إذا كنتم تتحدثون عن تهجير، فلتكن في صحراء النقب وليس في سيناء"، وهو ما جسّد الموقف الثابت لمصر.
وأضاف أن مؤتمر القاهرة للسلام الذي عُقد في 21 أكتوبر 2023 بمشاركة أكثر من 36 دولة، شهد تأكيد الرئيس السيسي مجددًا أن مصر لن تشارك بأي حال من الأحوال في تصفية القضية الفلسطينية أو في أي مخطط للتهجير.
واختتم عفيفي حديثه بالتأكيد على أن تحركات الرئيس السيسي واتصالاته المكثفة مع قادة وزعماء العالم خلال الأزمة نجحت في تغيير الموقف الدولي تدريجياً، فبعد أن كان الخطاب الغربي منحازاً لإسرائيل في البداية، بدأت ملامح التوازن تظهر، مشيرًا إلى أن مصر تعاملت مع الأزمة بثبات واتزان، دون انفعال أو تسرع، محافظة على ثوابتها: لا للتهجير، لا لتصفية القضية، نعم لوقف العدوان، وإيصال المساعدات، وتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.



