الرقب: المرحلة المقبلة في غزة حرجة وتتطلب توافقًا فلسطينيًا شاملًا
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الاتصالات بين الفصائل الفلسطينية شهدت خلال الأيام الماضية تقدمًا جزئيًا فيما يتعلق بتحديد الأسماء المقترحة لإدارة قطاع غزة في المرحلة الانتقالية القادمة، مشيرًا إلى أن قائمة أولية تضم نحو 15 اسمًا تم التوافق عليها مبدئيًا بين عدد من الفصائل، على أن تُسلم هذه القائمة إلى القيادة المصرية لمراجعتها في إطار الجهود الرامية لتشكيل إدارة انتقالية للقطاع.
وأوضح "الرقب" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن حركة "فتح" لم تشارك في الاجتماع الأخير الذي عُقد قبل يومين، ما جعل المشاورات غير مكتملة التوافق حتى الآن، لافتًا إلى أنه من المقرر عقد اجتماع موسع للفصائل في مطلع الشهر المقبل لاستكمال النقاش والوصول إلى صيغة شاملة تضمن مشاركة جميع القوى الفلسطينية في إدارة المرحلة المقبلة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن دور القاهرة في هذه المرحلة محوري، كونها تتولى التنسيق بين الفصائل والوسطاء الدوليين، إلى جانب نقل التصورات النهائية إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى أن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي قد يمارسان دور “الفيتو” على بعض الأسماء المقترحة، دون أن يكون لهما الحق في تسمية بدائل.
حكومة تكنوقراط في غزة
وأكد أن المرحلة الحالية بالغة الحساسية، وأن الوسطاء يحاولون قدر المستطاع التعامل بحذر مع كافة الأطراف بما لا يعرقل الجهود القائمة لوقف الحرب، في ظل حديث متزايد عن ترتيبات أمنية وانتقالية قد تشمل إشرافًا دوليًا أو وجود قوة مراقبة في بعض مناطق القطاع، ضمن ما يُعرف بـ"لجنة الطوق" أو قوات أمنية انتقالية.
وأكد على أن الملف لا يقتصر على توافق الفصائل فقط، بل يخضع لحسابات إقليمية ودولية معقدة، مشددًا على ضرورة أن يكون القرار الفلسطيني مستقلًا ومتوازنًا، حفاظًا على وحدة الموقف الوطني وضمانًا لإدارة المرحلة القادمة بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.
وأوضح الدكتور أيمن الرقب، أن تشكيل اللجنة أو الحكومة الانتقالية في غزة لن يتم بقرار منفرد، بل عبر مشاورات بين مختلف الفصائل الفلسطينية، ليُعتمد لاحقًا من الرئيس محمود عباس أبو مازن، مؤكدًا أن الشرعية السياسية لأي تشكيل قادم لا يمكن أن تكتمل دون مشاركة حركة "فتح".
وأكد الرقب أن الرئيس محمود عباس لا يستطيع اعتماد أو إعلان هذه اللجنة بشكل منفرد، لأن نجاحها في إدارة غزة مرتبط بالتفاهم مع الفصائل كافة، مشددًا على أن التوافق الداخلي هو الضمانة الوحيدة لتمكين اللجنة من أداء مهامها على الأرض دون عوائق.