الألماس الصيني يعيد رسم خريطة المعادن النفيسة.. تحول عالمي يطرق أبواب السوق
يشهد العالم تحولًا جذريًا في صناعة الألماس مع الصعود السريع لما يعرف بـ«الألماس المعملي» أو Lab-Grown Diamond، الذي أصبح منافسًا حقيقيًا للألماس الطبيعي، ليس فقط في السعر بل في الجودة والنقاء، فبينما يتطلب تكوّن الألماس الطبيعي مليارات السنين في أعماق الأرض، تنتج الصين وحدها أكثر من 20 مليون ألماسة أسبوعيًا داخل معاملها المتطورة، ما يعكس حجم الثورة الصناعية التي تقودها في مجال الأحجار الكريمة، هذا الإنتاج الضخم غيّر موازين السوق العالمي وأعاد تشكيل مفهوم الرفاهية في قطاع المعادن النفيسة.
وبحسب التقارير الدولية، فقد بلغت قيمة سوق الألماس المعملي عالميًا نحو 24 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 59.2 مليار دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي يقارب 9.6%.
ويعد قطاع الأزياء والمجوهرات الأكثر استفادة من هذا التوجه، إذ استحوذ على أكثر من ثلثي إيرادات سوق الألماس المزروع معمليًا في 2022، مع توقعات بتحقيق أعلى معدل نمو سنوي بنسبة 10% خلال السنوات المقبلة، مدفوعًا بتعاون كبرى شركات الموضة والمجوهرات لإنتاج قطع حصرية من الألماس المعتمد في عروض الأزياء العالمية.
أما على الصعيد المحلي، فقد دخل الألماس المعملي رسميًا إلى الأسواق المصرية عبر مبادرات من القطاع الخاص، حيث أعلنت شركة جوايو إيجيبت في وقت سابق عن إطلاق خط إنتاج كامل من المشغولات المرصعة بالألماس المعملي المعتمد دوليًا من منظمة IGI، وهي نفس الجهة التي تصدر شهادات الاعتماد للألماس الطبيعي، لتصبح بذلك أول شركة مصرية تستقدم وتستخدم هذه الحجارة في السوق المحلي.
وفي سياق متصل قال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية،إن «الألماس المعملي» يُنتج باستخدام تقنيات فيزيائية متقدمة تحاكي الظروف الطبيعية لتكوّن الألماس في باطن الأرض، لكنه يتميز بكونه أقل تكلفة بنسبة تصل إلى 80%، فعلى سبيل المثال، إذا بلغ سعر خاتم من الألماس الطبيعي 600 ألف جنيه، فإن نظيره المصنع معمليًا يُباع بنحو 120 ألف جنيه فقط.
وأضاف «ميلاد» في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم» إلى أنه مع التطور والتكنولوجيا، يتم الآن إنتاج هذا النوع من الألماس، بطريقة أسرع وأقل تكلفة، وبالتالي أصبح ينافس الألماس الطبيعي، مع سعره الأقل وإنتاجه أصبح أسهل ومتوافر، وهو منتشر في أمريكا وأوروبا ومعروف على مستوى العالم، وأيضًا في الدول العربية، ويتم تداوله الآن في الأسواق المصرية.
الألماس إلى السوق المصرية
ويرى الخبراء أن دخول هذا النوع من الألماس إلى السوق المصرية يمثل فرصة كبيرة لتوسيع قاعدة المستهلكين وتمكين فئات جديدة من اقتناء المجوهرات الفاخرة بأسعار معقولة، دون التضحية بالجودة أو البريق، كما أنه يفتح الباب أمام نهضة في صناعة المجوهرات المحلية عبر دمج التكنولوجيا والاستدامة في التصميم والإنتاج، بما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة الحُلي الحديثة التي تجمع بين الفخامة والابتكار والمسؤولية البيئية.
