رغم اتفاق وقف إطلاق النار.. معاناة غزة ستستمر للأجيال القادمة
رغم هدوء الأوضاع نسبيًا في قطاع غزة مع دخول وقف إطلاق النار المرحلة الثانية من الاتفاق الذي وُقع في شرم الشيخ مؤخرًا، إلا أن الحرب الإسرائيلية التي استمرت على مدار عامين تركت خلفها آثارًا ستمتد لسنوات وسنوات، ما يزيد من معاناة وآلام الشعب الفلسطيني.
لا تقتصر آثار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة على البنية التحتية فقط، بل أنها تمتد إلى الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، والتداعيات الاجتماعية، النفسية والتعليمية، بالإضافة إلى سوء التغذية الذي سيكون له عواقب وخيمة على الأجيال القادمة من الأطفال، حسبما أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان.
سوء التغذية ستظهر آثاره على الأجيال القادمة
يرى التقرير الأممي، أن تأثيرات سوء التغذية التي عانى منها قطاع غزة خلال العامين الماضيين لن تنتهي بين ليلة وضحاها، ولكنها ستستمر وستترك أثرًا كبيرًا على الأجيال القادمة من الأطفال الفلسطينيين.
ووفقًا للتقرير الصادر مؤخرًا، فإن التأثيرات الناتجة عن سوء تغذية النساء الحوامل والأطفال الرضع في غزة ستستمر للأجيال القادمة، مما يُرجح حدوث مشكلات تتطلب رعاية مدى الحياة لمن يولدون في القطاع خلال الفترة الحالية.

واحد من كل أربعة يُعاني من الجوع
كشف ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، أندرو سابرتون، عن إحصائية صادمة تؤكد معاناة أهالي غزة، حيث أكد أن واحدًا من كل أربعة سكان بالقطاع يُعاني من الجوع، مضيفًا: "بينهم 11500 امرأة حامل، لذلك يولد حوالي 70% من الأطفال بوزن منخفض للغاية، مقابل 20% فقط خلال الفترة التي سبقت الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر 2023".
وأشار إلى أن ثلث حالات الحمل في غزة حاليًا تُنصف بأنها "عالية الخطورة"، كما أن معدل وفيات الحوامل "مرتفعة"، موضحًا أن سوء التغذية ليست الأزمة الوحيدة داخل القطاع، حيث يوجد مشكلات عديدة تتمثل في نقص الأدوية وتدمير البنية التحتية الطبية، حيث دُمرت المستشفيات بنسبة 94%، فيما تُوفر المؤسسات العاملة في رعاية التوليد الطارئة بنسبة 15%.

7 مليارات دولات لإعادة بناء النظام الصحي
وفي الوقت الذي بدأت فيه المساعدات الإنسانية في الدخول إلى غزة، لا تزال تتفاقم الأزمة الصحية، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير مؤخرًا، أن إعادة بناء النظام الصحي يحاتج إلى 7 مليارات دولار على الأقل، وأشارت إلى أنه لم يعد هناك مستشفيات في القطاع تُقدم خدمة بالكامل، وذلك وسط نقص حاد في الأدوية والطواقم الصحية.
أطفال غزة بلا تعليم
منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، حذرت أيضًا من ضياع جيل بأكمله في غزة، وأكد المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط، إدوار بيغبيدير، تدمير 85% من المدارس وباتت غير صالحة للاستخدام للأغراض التعليمية، فيما يُستخدم بقية المدارس كملاجئ للنازحين، ما يعني استمرار أطفال القطاع بلا تعليم للعام الثالث على التوالي.

70 مليار دولار لإعادة إعمار غزة
يحتاج القطاع إلى مبالغ مالية طائلة لإعادة بناؤه مرة أخرى، حيث سبق وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إعادة إعمار غزة مقابل 70 مليار دولار خلال فترة زمنية تمتد إلى 10 سنوات وأكثر، نتيجة لحجم الدمار الهائل الذي أحدثته الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
ويُمكن استعراض أبرز الأرقام التي خلفها الدمار في قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة، في التالي:
- تدمير 193 ألف مبنى بما يُعادل 78% من إجمالي المباني.
- تدمير 90% من البنية التحتية المتمثلة في شبكات المياه، الكهرباء والصرف الصحي.
- بلغت كمية الركام 61.5 مليون طن.
- وجود حوالي 7500 طن من الذخائر الغير منفجرة.