انهيار داخلي يضرب الحوثيين.. اختراقات وانشقاقات تكشف تآكل الجماعة من الداخل
كشف مسؤول عسكري يمني رفيع عن تصدعات متسارعة داخل بنية جماعة أنصار الله الحوثي، مشيرًا إلى أن الجماعة المدعومة من إيران تمر بمرحلة غير مسبوقة من الارتباك والانقسام الداخلي.
وقال العميد محمد الكميم، مستشار وزير الدفاع اليمني، في تصريحات صحفية، إن الحوثيين يعيشون حالة من الانكشاف الميداني والسياسي، بعد سلسلة اختراقات واسعة طالت دوائرهم الأمنية والعسكرية المغلقة، موضحًا أن إسرائيل تمكنت خلال الأسابيع الأخيرة من الوصول إلى مستويات قيادية حساسة داخل الجماعة، ما أحدث ارتباكًا عميقًا في منظومتها العسكرية والأمنية.
وأضاف محمد الكميم أن القيادات العليا للميليشيا باتت تعيش في عزلة تامة منذ بدء الضربات الإسرائيلية، تاركة الميدان للقيادات المتوسطة التي تواجه الموقف بمفردها، مشيرًا إلى أن هذا الواقع أدى إلى تنامي التذمر وانهيار منظومة الثقة داخل صفوفهم.

الكميم: الاختراقات وصلت إلى مستويات كانت محصنة تمامًا في السابق
وأكد أن الاختراقات وصلت إلى مستويات كانت محصنة تمامًا في السابق، وهو ما دفع العديد من القادة الميدانيين إلى الفرار والالتحاق بمعسكر الشرعية، لافتًا إلى أن آلاف الضباط الحوثيين انضموا خلال السنوات الأخيرة إلى القوات الحكومية، بعيدًا عن الأضواء، خوفًا على أسرهم في مناطق سيطرة الجماعة.
وأوضح الكميم أنه كان من بين من ساعدوا في تأمين خروج عدد من تلك القيادات، متوقعًا أن تشهد المرحلة المقبلة موجة جديدة من الانشقاقات إذا نجحت الشرعية في تهيئة بيئة آمنة ومرحبة للراغبين في الانضمام إليها.
وأشار إلى أن الأزمة داخل صفوف الحوثيين لم تعد ظرفية، بل تعكس خللًا عميقًا في بنية القيادة، موضحًا أن القيادات العليا تدير المعركة من أماكن بعيدة عن الميدان، فيما تترك القيادات الميدانية بمفردها في مواجهة المقاتلين والسخط الشعبي المتصاعد.
وتابع الكميم أن الميليشيا تعيش أزمة ثقة خانقة، ليس فقط بين القيادة والمقاتلين، بل حتى داخل الدوائر الهاشمية القريبة من أسرة بدر الدين الحوثي، مشيرًا إلى أن الأسرة الحاكمة استأثرت بالمال والقرار والنفوذ، مما خلق شرخًا واسعًا بين أجنحة الجماعة.
العميد محمد الكميم: شعارات الحوثيين عن غزة فقدت مصداقيتها لدى عناصرهم
ولفت إلى أن شعارات الحوثيين عن غزة وفلسطين فقدت مصداقيتها لدى عناصرهم، بعدما اتضح أنها مجرد أدوات لتبرير الحرب، مضيفًا أن الفساد المستشري في صفوف القيادات أصبح عيانًا للعيان، في وقت يعاني فيه المقاتلون من الفقر وانقطاع المرتبات.
وختم الكميم بالقول إن ما يحدث اليوم داخل الجماعة يمثل بداية فعلية لتفككها من الداخل، فحالة الارتباك والانشقاقات والاختراقات الأمنية المتكررة تشير إلى أن مشروع الحوثيين يقترب من نهايته السياسية والعسكرية.



