"الله أقربُ إليك من الميت في قبره".. عبدالله رشدي ينتقد زيارة الإضرحة
انتقد الداعية الأزهري عبدالله رشدي زائري الأضرحة والقبور والمشاركين في الموالد، مؤكدًا أن الله أقرب إلى الإنسان من الميت في قبره، مشيرًا إلى أن الاعتقاد بقدرة الأموات على قضاء الحاجات يُعد نوعًا من الشرك بالله.
وقال عبدالله رشدي في منشور له عبر حسابه الرسمي على "إكس":الله أقربُ إليك من الميت في قبره. اطلب من الله ولا تطلب من الميت العاجز، وحتى تعرف حكمَ هذا الفعل؛ اقرأ كلام الأئمة في حكم الطلب من الأموات. ودعْ عنك المخابيل الذين انتكستْ فِطَرُهم فتركوا رب السماء ولجأوا للأموات.
وكان المجلس الأعلى للطرق الصوفية قد أصدر بيانًا ردًا على سعد الدين الهلالي وعمرو أديب قال فيه إنّ الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين شعيرةٌ مشروعة وموروثٌ أصيل من ميراث الأمة الإسلامية، أقرّ مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة ومنها فتاوى (رقم 2025 بتاريخ يونيو 2008)، (رقم بتاريخ 16 سبتمبر 2021) أن السيد أحمد البدوي إمام قطب عارف من آل البيت، وأنّ الطعن في نسبه أو ولايته محرّم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين.
وبين المجلس أن جمهور المولد يضمّ قطاعًا واسعًا من عامة المصريين الذين يشاركون بدافع المحبة والولاء، ولا ينتمون بالضرورة إلى الطرق الصوفية، ومن ثمّ فإن نسبة أي تجاوزٍ إلى التصوف هي تضليلٌ مقصود. فالتصوف الأزهري الوسطي كما جاء على لسان العالم الجليل والمحدث الكبير أ.د/ أحمد عمر هاشم (رحمه الله): "لم يخرج من عباءته متطرفٌ أو منحرف رغم امتداده الكبير، وكان دائمًا مدرسةً في الاعتدال والوطنية وحماية المجتمع من الغلوّ والانقسام".
وقد جاء الاحتفال الرسمي للمشيخة هذا العام في إطار منضبط بدأ بتلاوة القرآن الكريم وتضمَّن استذكار سيرة السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ومواقفه الوطنية والإيمانية، واختُتم بالابتهالات والمدائح النبوية الخاشعة في أجواءٍ من الوقار والسكينة بعيدًا عن اللهو أو المبالغة.
وإذ تجدد المشيخة العامة التزامها بحماية التراث الروحي الأصيل، فإنها تؤكد أن طريقها هو الإصلاح بالعلم، والردّ بالحجة، والتربية بالمحبة، وأنّ من واجب الجميع صيانة مقامات أولياء الله من التشويه أو العبث، ورفض محاولات استغلال الرموز الدينية في تحقيق مكاسب إعلامية زائفة أو نشر الفتنة بين أبناء الوطن.